فصل: الجملة الثالثة في رسم المكاتبة إلى من انطوت عليه مملكة إيران

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: صبح الأعشى في كتابة الإنشا **


  الجملة الثانية في المكاتبات إلى من ملك توريز وبغداد

بعد موت أبي سعيد قـد تقـدم أنـه ملـك توريـز وبغـداد بعـد السلطـان أبـي سعيـد ‏"‏ موسى خان ‏"‏ ثم محمد بن عبدجي ثم الشيخ حسن الكبير ثم ابنه الشيخ أويس ثم ابنه حسن ثم أخوه أحمد‏.‏

ومنه انتزعها تمرلنك‏.‏

وذكر في ‏"‏ التثقيف ‏"‏ أنه ملك بعد أبي سعيد أرفاخان ثم موسى خان ثم طغاي تمرخـان بعـد أن ذكـر أنـه لـم يكتـب إلى أحد بعد أبي سعيد بالمكاتبة المتقدمة‏.‏

ثم قال‏:‏ ورأيت بخط القاضي ناصر الدين بن النشائي أن مكاتبة طغاي تمرخان كانت نظير مكاتبة أبي سعيد ثم قال‏:‏ وهذا يدل على أنه لم يكاتب بذلك بعد أبي سعيد غير طغاي تمرخان المذكور‏.‏

قلت‏:‏ وقد وقفت على مكاتبة عن الملك الناصر ‏"‏ محمد بن قلاوون ‏"‏ إلى موسى خان المقدم ذكـره مـن إنشـاء المقـر الشهابـي بـن فضل الله فيما ذكره صاحب ‏"‏ الدر الملتقط ‏"‏ جواباً عن كتاب ورد منه يذكر فيه النصرة على عدو له والقائم بتدبير دولته يومئذ علي باشا‏.‏

بدأ فيها بعد الافتتاح بآية من القرآن الكريم في معنى النصر بقوله‏:‏ ‏"‏ إلى الحضرة الشريفة ‏"‏ إلى آخـر الألقـاب المناسبـة ‏"‏ مـن أخيـه ومحبـه ‏"‏ ثـم خطبـة بعـد ذلـك مفتتحـة ب ‏"‏ الحمد لله ‏"‏‏.‏

ثم ‏"‏ وبعد فقد ورد الكتاب الشريف ‏"‏‏.‏

والخطاب ب ‏"‏ الحضرة الشريفة ‏"‏‏.‏

والاختتام بالدعاء‏.‏

ولا خفاء في أن هذه نحو المكاتبة إلى أبي سعيد لكني لم اقف على مقدار قطع الورق فيها ولا صورة الكتاب‏.‏

وهذه نسختها‏.‏

‏"‏ وقالـوا الحمـد للـه الـذي أذهـب عنـا الحزن إن ربنا لغفور شكور ‏"‏‏.‏

ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم ‏"‏‏.‏

إلى الحضرة الشريفة العالية السلطانية الأعظمية العالمية العادلية الأوحدية الشاهنشاهية القانية الأخوية الأخ العزيز الكبير المعظم موسى خان أعز الله سلطانـه وثبـت بسعـادة ملكـه أوطانه‏.‏

من أخيه ومحبه المخلص في حبه الصادق المودة له في بعده وقربه‏.‏

الحمد لله الذي أيد الإسلام بنصره وضيق على أعدائه مجال حصره وجدد بتأييده في زمانه ما تتحلى به أعطاف عصره‏.‏

نحمده عن الدين الحنيف على نصرة أضاء لها الوجود بأسره وأوقعت كل خارجي على الدين والملك في قبضة أسـره ونشهـد أن لا إلـه إلا اللـه وحـده لا شريك له شهادة يخلص قائلها غاية اجتهاده ونشهد أن محمداً عبده ورسوله الذي جاهد في الله حق جهاده صلى الله عليه وعلى آله وصحبه صلاة تستقل ببشائرها أعباء عباده وسلم تسليماً كثيراً‏.‏

وبعد فقد ورد الكتـاب الشريـف مـن الحضـرة الشريفـة العاليـة السلطانيـة القانيـة أخينـا وولدنـا العزيز المؤيد بالنصر على الأعداء والفتح الوجيز لا زالت دولته الشريفة دائمة الإقبال متزيـدة تزيد الهلال على يد المجلسين الساميين الأميريين الكبيرين عضدي الملوك والسلاطين‏:‏ ‏"‏ دلنجي وكـراي ‏"‏ أدام اللـه تعالـى عزتهمـا - بالبشائـر بنصـرة الإسلـام وتأييـد أخينـا علـى عدوه الخارجي على الدين والملك‏.‏

وحمدنا الله تعالى على هذه النصرة وتضاعفت بها المسرة ونحن كنا خارجين بجميع العساكر والجيوش المنصورة الإسلامية لنتساعد كلنا على نصرة الإسلام‏.‏

وما تأخرنا إلا لما جاءت إلينا ممارى الأخبار وما كنا تحققناهم ثم تحققنـا بحمـد اللـه تعالـى هـذه الأخبـار وضربنا لها البشائر في سائر الأقطار وعرفنا بها عناية الله تعالى بأخذ المسلمين بنواصي الكفار وقيام الجناب الكريم العالي الأمير الكبير النوين العادل المعظم علي باشا أعز الله تعالى نصرتـه فـي إعـادة الحـق إلـى أهلـه وصبـره على ما سبق به كل أحد إلى جميل فعله واجتهاده في هذا الأمر الاجتهاد الذي ما كان يطلب إلا من مثله وكذلك الجنابات العالية الأمراء النوينات الأكابـر زيـدت سعادتهـم‏!‏ فإنهـم سارعـوا إلـى ما كان يجب ويتعين عليهم في خدمة سلطانه ومن هـو أحـق بهم وأولى من عظيم عظم قانهم وما من الأمير النوين العادل علي باشا وبقية الأمراء الأكابر إلا من قام بما كان عليه من العهود وبذل اجتهاده حتى حصل بحمد الله المقصود وما قصـروا فـي قيامهـم حتـى تسلـم المستحـق حقـه وميراثـه ومـا هـو أحـق بـه وأولـى‏.‏

وهـم - جزاهـم اللـه الخير - قد عملوا ما يجب عليهم وبقي ما يجب على الحضرة الشريفة من الإحسان إليهم‏.‏

وأما قول الحضرة الشريفة‏:‏ إنه مثل ولدنا فهو هكذا مثل الولد وأعز من الولد وكل أحد منا لأخيـه فـي الاتفـاق علـى المصالـح الإسلاميـة عضـد ويد وذخر وسند وقد سبق من تآلف القلوب ما اشتدت به الآن أواخيه وأضحى له منا شفقة الوالد على الولد وتوقير الأخ لأخيه وقد أعدنـا رسله الكرام وحملناهم مشافهة ووصية للحضرة الشريفة في أمور تقتضيها مصلحته فإنه عندنا أعز من الولد‏.‏

وما القصد إلا الاتفاق على مصالح الإسلام وما فيه نظام كلمة الوفاق ‏"‏ والوئام ‏"‏ فيديم المواصلة بكتبه وأخباره السارة والله تعالى يديم مساره ويضاعف مباره إن شاء الله تعالى‏.‏

ولـم أقـف لهـذه المكاتبـة علـى قطع ورق والظاهر أنها في قطع النصف لما سيأتي أنه الذي عليه واعلم أن صاحب ‏"‏ التثقيف ‏"‏ قد ذكر أن المكاتبة إلى الشيخ أويس‏:‏ صاحب بغداد وتوريز وابنـه حسـن بعـده فـي ورق قطـع النصـف‏.‏

ورسمهـا‏:‏ ‏"‏ أعـز اللـه تعالـى أنصار المقام الشريف العالي الكبيـري السلطانـي العالمـي العادلـي المجاهـدي المؤيدي المرابطي المنصوري الملكي الفلاني ‏"‏ بلقب السلطنـة ‏"‏ الفلانـي ‏"‏ بلقبـه الخـاص‏.‏

والدعـاء بمـا يناسبـه ‏"‏ أصدرناهـا إلـى المقـام الشريـف تهـدي وتبـدي ‏"‏ و ‏"‏ القصـد مـن المقـام الشريـف ‏"‏‏.‏

ويختـم بدعاء يناسب مثل‏:‏ ‏"‏ أعز الله أنصاره ‏"‏ ونحو ذلك‏.‏

ومخاطبته ب ‏"‏ المقام الشريف ‏"‏‏.‏

والعنوان ‏"‏ المقام الشريف ‏"‏ إلى آخر الألقاب المذكورة‏.‏

والدعاء ‏"‏ أعز الله تعالى أنصاره ‏"‏‏.‏

وتعريفه ‏"‏ فلان بهادرخان ‏"‏ مثل أن يقال‏:‏ ‏"‏ الشيخ حسن بهادرخان ‏"‏‏.‏

والعلامة إليه ‏"‏ أخوه ‏"‏‏.‏

قال في ‏"‏ التثقيف ‏"‏‏:‏ وكان الشيخ أويس المذكور عند استقراره بتوريز وبغداد يكتب له ‏"‏ المقام العالي ‏"‏ ثم كتب له بعد ذلك ‏"‏ المقام الشريف ‏"‏‏.‏

وهذه نسخة مكاتبة كتب بها إلى الشيخ أويس المقدم ذكره جواباً عن كتاب ورد منـه مـن إنشاء القاضي تقي الدين ابن ناظر الجيش حين كان يكتب إليه ‏"‏ المقام العالي ‏"‏ لابتداء أمره على ما تقدم وهي‏:‏ أعز الله تعالى أنصار المقام العالي وإلى آخر ألقابه ولا زال الملك زاهراً زاهياً بشرف سلطانه والفلك يجري بإزاز قدره وإحراز نصره مدى زمانه والفتك منه بالأعـداء يسـر الأوليـاء مـن أهـل مودتـه وإخوانـه وسلـك جواهـر عقـد ولائـه منظمـاً مـن الإخلـاص بجمانـه ولا برح مؤيداً بأنصار الإسلام وأعوانه مجدداً سعده الذي يبلغه جميل أوطاره في جميع أوطانه‏.‏

أصدرناه إلى المقام العالي تصف ما لدينا من المحبة التي ظهر دليلها بواضح برهانه وتبث إلينا مكنـون المـودة التـي تغنـى عـن صريـح القـول تبيانه وتبدي لعلمه الكريم أن كتبه الكريم ورد على يد فلان رسوله فأقبلنا عليه وصرفنا وجه الكرامه إليـه وعلمنـا مـا تضمنـه مـن محبتـه وموالاتـه ومخالصتـه ومصافاتـه ومـا اشتمـل عليـه ضميـره مـن صحيح الوداد وصريح الاتحاد وجميل الاعتقاد وجزيل المخالصة التي يتم بها الأمل والمراد‏.‏

وأن المقام العالي جهز رسوله المشار إليه ليوضـح إلينـا ما هو عليه من ذلك وينهي إلينا أسباب الائتلاف التي عمرت أرجاء الجهتين هنا وهنالك ويبـدي مـا تحملـه عنـه مـن المشافهـات وتفهمـه مـن الرسائـل والإشـارات وقـد أحطنـا علماً بذلك ووصل رسوله المذكور وتمثـل بمواقـف سلطاننـا المنصـور وشملـه إقبالنـا الشريـف وإنعامنا المطيف وسمعنا جميع كلامه وما تحمله من المشافهة الكريمة من عالي مقامه وشكرنا محبة المقام العالي ووده الجميل وأثنينا على موالاته التي لا نميد عنها ولا نميل وابتهجنا بسلامة مقامه الجليل‏.‏

وقد أعدنا فلاناً رسوله المذكور بهذا الجواب الشريف إلى المقام العالي أعز الله أنصاره فيتحف بمكاتباته ومهماته والله تعالى يمده بالتأييد في حركاته وسكناته ويعز نصره أما المنفرد بتوريز خاصة فقد ذكر في ‏"‏ التثقيف ‏"‏ أن المكاتبة إلى الأشرف ‏"‏ ابن علاء الدين تمرتـاش ‏"‏ الـذي كـان قـد وثـب علـى تبريـز خاصـة فملكهـا فـي قطـع الثلث بقلم التوقيعات ‏"‏ ضاعف الله تعالى نعمة الجناب العالي الأميري الكبيري ‏"‏ وبقية الألقاب والنعوت ومنها النويني‏.‏

ثـم الدعاء‏.‏

‏"‏ صدرت هذه المكاتبة إلى الجناب العالي وتوضح ‏"‏ والعلامة ‏"‏ أخوه ‏"‏‏.‏

وتعريفـه ‏"‏ الأشـرف بن تمرتاش ‏"‏‏.‏

ثـم ذكر أن أخي جق الذي وثب عليه وقتله واستولى على تبريز بعده استقرت مكاتبته كذلك وأنه كان يكتب في تعريفه ‏"‏ أخي ‏"‏ لا غير‏.‏

ثم قال‏:‏ وقد ماتا وبطل ذلك‏.‏

‏"‏ أبو بكر بن خواجـا علـى شـاه ‏"‏ وزيـر صاحـب تبريـز ‏"‏ الاسـم ‏"‏ و ‏"‏ السامـي ‏"‏ وتعريفـه أبـو بكـر ابـن الخواجا المرحوم علي شاه‏.‏

قال في ‏"‏ التثقيف ‏"‏‏:‏ ولم أعلم وزر في زمن من من المتولين‏.‏

‏"‏ عمـر بـك ‏"‏ أحـد أمـراء الأشرف بن تمرتاش صاحب تبريز في قطع الثلث الدعاء و ‏"‏ العالي ‏"‏ والعلامة ‏"‏ أخوه ‏"‏ وتعريفه ‏"‏ عمر بك ‏"‏‏.‏

قال في ‏"‏ التثقيف ‏"‏‏:‏ وهذا ممن بطل حكه بزوال مخدومه‏.‏

  الجملة الثالثة في رسم المكاتبة إلى من انطوت عليه مملكة إيران

ممن جرت عادته بالمكاتبة عن الأبواب السلطانية في أيام السلطان أبي سعيد فمن بعده وهم ثمانية أصناف ‏"‏ الصنف الأول الضرب الأول ‏"‏ كفال المملكة بالحضرة في زمن القانات العظام كأبي سعيد ومن قبله من ملوكهم حين كانت المملكة على أتم الأبهة وأعلى الترتيب ‏"‏ قـد تقـدم فـي الكلـام علـى المسالك والممالك في المقالة الثالثة أن القائم بتدبير العسكر لهذه الدولة حيـن كانـت قائمـة علـى نمـط القانيـة المتقـدم إلـى آخـر زمـن أبـي سعيد أربعة أمراء يعبر عنهم بأمراء الأولس ويعبر عن أكبرهم ببكلاري بك بمعنى أمير الأمراء‏.‏

وربما أطلق عليه أميـر الألـوس أيضاً‏.‏

والقائم بتدبير الأمور العامة هو الوزير‏.‏

فأما الأمراء المذكورون فقد كان كل من الأمراء الأربعة والوزير يكاتب عن الأبواب الشريفة السلطانيـة‏.‏

وقـد ذكـر ‏"‏ التعريـف ‏"‏ أن المكاتبـة إلـى بكلـاري بـك فـي قطـع النصـف‏:‏ ‏"‏ أعـز اللـه تعالـى نصر الجناب الكريم ‏"‏ وأنه يقال لكل من الأربعة ‏"‏ النويني ‏"‏‏.‏

ثم قال‏:‏ ومثل هذا مكاتبة أرتنا بالروم وأمير التومان بديار بكر‏:‏ من سوناي وبنيه وكذلك سائر الأمراء النوينات‏:‏ وهم أمراء التوامين‏.‏

والذي ذكـره فـي ‏"‏ التثقيـف ‏"‏ أن المكاتبـة إلـى الشيـخ حسـن الكبيـر أميـر الألـوس كانـت علـى مـا استقـر عليـه الحـال إلـى حيـن وفاتـه ببغـداد فـي قطـع الثلـث بقلـم التوقيعـات‏:‏ ‏"‏ أعـز اللـه تعالـى أنصـار الجناب الكريم العالي الأميري الكبيري العالمي العادلي المؤيدي الزعيمي العوني الغياثي المثاغري المرابطي الممهدي المشيدي الظهيري النويني الفلاني‏:‏ عون الإسلام والمسلمين سيد الأمراء في العالمين ناصر الغزاة والمجاهديـن زعيـم جيـوش الموحديـن ممهـد الـدول عمـاد الملة عـون الأمـة كافـي الدولـة القانيـة كافـل المملكـة الشرقيـة آمـر التواميـن أميـر الألـوس ظهيـر الملـوك والسلاطيـن عضد أمير المؤمنين ‏"‏‏.‏

والدعاء أربع قرائن أو أكثر‏:‏ ‏"‏ أصدرناها إلى الجناب الكريم ‏"‏ و ‏"‏ تبدي ‏"‏ و ‏"‏ القصد مـن الجنـاب الكريـم ‏"‏‏.‏

والعلامـة ‏"‏ أخـوه ‏"‏‏.‏

وتعريفـه ‏"‏ الشيـخ حسـن ألوس بك ‏"‏‏.‏

قال في ‏"‏ التثقيـف ‏"‏‏:‏ ولمـا توفـي الشيـخ حسـن المذكـور إلـى رحمـة اللـه تعالـى لـم يقـم غيـره مكانـه فيمـا أظن ولا كوتب أحد بعده بهذه المكاتبة‏.‏

قال‏:‏ والنويني فـي ألقـاب هـؤلاء بـدل ‏"‏ الكافلـي ‏"‏ فـي ألقـاب النواب يعني بالمملكة المصرية والشامية‏.‏

ثم قال‏:‏ وهو نعت يستعمل دائماً لأهل تلك البلاد ولا يستعمل الكافلي أصلاً‏.‏

وهذا عجيب منه‏!‏ فقد أثبت هو ‏"‏ الكافلي ‏"‏ في الألقـاب التـي أوردهـا فـي المكاتبة إلى الشيخ حسن الكبير‏.‏

وأما الوزير بهذه المملكة فقد ذكر فـي ‏"‏ التعريـف ‏"‏ أن رسـم المكاتبـة غليـه فـي قطـع الثلـث ‏"‏ ضاعـف اللـه تعالـى نعمـة المجلـس العالـي الأميـري الوزيـري ‏"‏ علـى عـادة المكاتبـات إلـى الوزراء بألقاب الوزارة‏.‏

قال‏:‏ فإن لم تكن له إمرة فيقال له ‏"‏ الوزيري ‏"‏ ولا يقال له ‏"‏ الصاحبـي ‏"‏ لهوانهـا لديهـم‏.‏

ولـم يتعـرض فـي ‏"‏ التثقيـف ‏"‏ إلـى المكاتبـة إلـى وزيـر هـذه المملكـة ولا إلـى الأمـراء الثلاثـة الباقين من أمراء الألوس بل عدل عن ذلك إلى المكاتبة إلى الوزير ببلاد أزبك‏.‏

سيأتي ذكرها في موضعها إن شاء الله تعالى‏.‏

قلت‏:‏ وقد محيت رسوم تلك المملكة وعفت آثارها بزوال ترتيب المملكة بموت السلطان أبي سعيد‏:‏ آخر ملوك بني جنكزخان بهذه المملكة‏.‏

وإنما ذكرنا ذلك حفظاً لما كان الأمر عليه‏:‏ لاحتمـال طـرو مثـل ذلـك فيمـا بعـد فينسـج مـا يأتـي علـى منـوال مـا مضى ويجرى في المستقبل على منهـاج الماضـي فالأمـور ترتفـع ثـم تنخفض وربما انخفضت ثم ارتفعت‏.‏

والله تعالى يقول‏:‏ ‏"‏ وتلك الأيام نداولها بين الناس ‏"‏‏.‏

الضرب الثاني ‏"‏ كفال المملكة بالحضرة بعد موت أبي سعيد ‏"‏ قـد ذكـر فـي ‏"‏ التثقيـف ‏"‏ منهـم جماعـة‏:‏ منهم محمد الكازروني وزكريا وزيرا الشيخ أويس‏.‏

وقد ذكـر أن رسـم المكاتبـة إلـى كـل منهما في قطع العادة ‏"‏ صدرت هذه المكاتبة إلى المجلس السامي الأجلي الكبيري الأوحدي المقدمي المنتخبي الفلاني مجد الإسلام بهاء الأنام شرف الرؤساء أوحد الأعيان صفوة الملوك والسلاطين ‏"‏‏.‏

ثم الدعاء‏.‏

والعلامة ‏"‏ الاسم الشريف ‏"‏ وتعريفه ‏"‏ فلان وزير الشيخ أويس بهادرخان ‏"‏‏.‏

ومنهم‏:‏ الطواشي مرجان نائب القان أويس ببغداد ولقبه أمين الدين بالس‏.‏

ورسم المكاتبـة إليه ‏"‏ والده ‏"‏ و ‏"‏ السامي ‏"‏ بالياء‏.‏

وتعريفه ‏"‏ خواجا مرجان ‏"‏‏.‏

ومنهم‏:‏ محمد فلتان نائب الشيخ أويس أيضاً‏.‏

وذكر أن رسم المكاتبة إليه مثل المكاتبة إلى مرجان‏.‏

والعلامة ‏"‏ الاسم الشريف ‏"‏‏.‏

وتعريفه‏:‏ ‏"‏ فلتان نائب الشيخ أويس ‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ فإن اتفق أن أقيم لصاحب بغداد‏:‏ كأحمد بن أويس ومن في معناه مثل هؤلاء كانت المكاتبة إلى كل منهم نظير مثله من المذكورين بحسب ما يقتضيه الحال‏.‏

الصنف الثاني ممن جرت العادة بمكاتبته بمملكة إيران عن الأبواب السلطانية صغار الملوك المنفردين ببعض البلدان والحكام بها ممن هو بمملكة إيران قـد تقـدم فـي الكلـام علـى المسالـك والممالـك أن مملكـة إيـران تشتمـل علـى عـدة من الأقاليم داخلة في حدودها منتظمة في سلكهـا‏.‏

وقـد ذكـر فـي ‏"‏ التعريـف ‏"‏ جملـة مـن المكاتبـات عـن الأبـواب السلطانيـة إلى بعض هؤلاء الملـوك‏.‏

وخالفـة فـي ‏"‏ التثقيـف ‏"‏ فـي بعـض المواضـع وزاد عليـه عـدة مكاتبـات‏.‏

وهـا أنـا أذكـر مـا ذكراه من ذلك وأزيد ما اتفق زيادته مميزاً لكل إقليم من أقاليم هذه المملكة بمن فيه فممن جرت العادة بمكاتبته من الملوك والحكام بالجزيرة الفراتية مما بين دجلة والفرات من ديار بكر وربيعة ومضر وغيرها على ما تقدم ذكره في المسالك والممالك في المقالة الثالثة‏.‏

صاحـب مارديـن - وقد تقدم في المسالك والممالك أنها مدينة ذات قلعة حصينة بديار بكر من هذه الجزيرة وأنها بيد بقايا بني أرتق المستقلين بملكها من قديم الزمان وإلى الآن‏.‏

ورسـم المكاتبـة إليـه فيمـا ذكـره فـي ‏"‏ التعريـف ‏"‏‏:‏ ‏"‏ أعـز اللـه تعالـى نصـرة المقـر الكريـم العالـي الكبيـري الملكـي الفلانـي الفلانـي ‏"‏ يعنـي باللقـب الملوكـي واللقـب المضـاف إلـى الديـن مثـل ‏"‏ الصالحي الشمسـي ‏"‏ ومـا أشبـه ذلـك‏.‏

ثـم الدعاء‏.‏

قال في ‏"‏ التثقيف ‏"‏‏:‏ ثم يقال‏:‏ ‏"‏ أصدرناها إلى المقر الكريم ‏"‏ ‏"‏ وتبدي لعلمه الكريم ‏"‏‏.‏

‏"‏ فيتقدم أمره الكريم ‏"‏‏.‏

ويختم بما صورته ‏"‏ فيحيط علمـه الكريـم بذلك ‏"‏‏.‏

والدعاء‏.‏

والعلامة ‏"‏ أخوه ‏"‏‏.‏

وتعريفه ‏"‏ صاحب ماردين ‏"‏‏.‏

وورقـه قطـع العـادة‏.‏

ثـم قـال‏:‏ ويتعين أن تكون ألقابه إلى آخر اللقب الملوكي سطرين سواء وأن يكون لقبه العادي كالفخري مثلاً أول السطر الثالث‏.‏

وقـد ذكـر فـي ‏"‏ التعريـف ‏"‏ ثلاثـة صـدور لمكاتبـة تتعلق بصاحبها في زمانه وهو ‏"‏ الصالح شمس الدين صالح ‏"‏‏.‏

أحدها - ولا زال ملكاً تاجه المدائح ومنهاجه المنائح وطريقته إذا وصفـت قيـل‏:‏ هـذه طريقـة الملك الصالح‏.‏

أصدرناها إليه وشكرها تسوقه إليه حداة الركائـب‏.‏

وتشـوق منـه إلـى لقـاء الحبائب وتثني على مكارمه التي كلما أقلعت منها سحائب أعقبت بسحائب وتوضح للعلم الكريم‏.‏

الثاني - ولا زالت شمسه في قبة فلكها وسماء ممالكه مملوءة حرسـاً شديـداً وشهبـاً بملكهـا ونعمه تتعب البحار إذا وقفت في طريقها والغمائم إذا جازت في مسلكها‏.‏

أصدرناها إليه والسلام متنوع على كرمه متضوع بأطيب من أنفاس المسك في نعمه متسرع إليه تسرع مواهبه إلى وفود حرمه‏.‏

وتوضح للعلم الكريم‏.‏

الثالـث - ولا زالـت العفـاة تلتحـف بنعمائـه وتنتجـع مساقـط أنوائه وتستضيء منه بأشرق شمس طلعت من الملك في سمائه أصدرناها وثناؤها يسابق عجلاً ومدائحها تجيـد مترويـاً ومرتجلاً وشكرها لو رصع مع الجواهر لأقام عذر الياقـوت إذا اكتسـى خـده الحمـرة خجـلاً وتوضح للعلم الكريم‏.‏

قلت‏:‏ وعلى نمط هذه الصدور يجري الكاتب فيما يكتبه إلى صاحبها مناسبـاً لحالـه لقبـه بحسب ما يقتضيه الحال من المناسبات‏.‏

وهذه نسخة كتاب كتب به إلى الملك ‏"‏ الصالح شرف الدين محمود بن الصالح صالح ‏"‏ جواباً عمـا ورد بـه كتابـه‏:‏ مـن وفاة والده المنصور أحمد‏.‏

نقلتها من مجموع بخط القاضي تقي الدين ابن ناظر الجيش وهو‏:‏ أعز الله تعالى نصرة المقر الكريم إلى آخر ألقابه - ولا زال الملك باقياً في بيته الكريم والفلك جارياً بإظهار شرفه العميم وأعظم له الأجر في أكرم ملك انتقل إلى جنات النعيم وهنأه بما أورثـه من ذلك المحل الأسنى الذي هو الأولى فيه بالتقديم وضاعف لسلطانه الصالح علو جده بما منحه من ملكه الموروث عن المنصور أبيه والصالح جده وبما خصه من إقبالنا الشريف وإحساننا المستديم‏.‏

أصدرناها معربة عن الود الثابت الصميم مهنئة له بقيامه بأمور مملكته التي تجملت بمحمود صفاته ومن سلف من أسلافه في الحديث والقديم مبدية لعلمه الكريم أن مكاتبته الكريمه ومخاطبته التي فحضت من الدر نظيمه وردت على أبوابنا الشريفة على يد فلان فأقبلنا عليها وألفتنا وجه الكرامة إليها وعلمنا ما تضمنتـه مـن استمسـاك المقـر الكريـم بأسبـاب الـوداد واقتفائـه فـي ذلـك سبيـل الآبـاء والأجـداد ومـا شرحـه فـي معنـى ما قدره الله تعالى مـن وفـاة والـده طـاب ثراه مستمراً على الإخلاص في الطاعة الذي لم يكن شانه شين ولا اعتراه وأنـه مضـى - إن شـاء اللـه تعالـى - إلـى الجنـة وقـد خلـف مـن خلفـه وارتضـى بمـا نـال مـن الرضـا عما قدمه من العمل الصالح وأسلفه وما أبداه‏:‏ من أنه إن اقتضت مراسمنا الشريفة وآراؤنا العالية أن يقوم مقامه ويرعى في حقوقه ومصالح تلك المملكة ذمامه فنرسم بإجرائه على السنة المعتاده من إحسان بيتنا الشريف الذي بدأ به وأعاده وإلا فتبرز الأوامر الشريفة بمن يسد اختلالها ويسدد أحوالها ويشيد مبانيها ويصلح أعمالها ليقصد المقام الشريـف بأبوابنـا الشريفـة سالكـاً سبيل الطاعة المبين منتظماً في سلك أوليائنا المقربين إلى غير ذلك مما حمله لأستاد داره من مشافهتـه وجميـل مقاصـده ووافـر محبتـه وطاعتـه وقـد أحطنـا علمـاً بذلـك وسمعنـا المشافهة المذكورة وشكرنا محبته المأثورة وإخلاصه في الخدمة الشريفه وجميل الموالاة لتي تمنحه تكريمه وتشريه واستمساكه بسنة آبائه الكرام واجتهاده في المناصحة والطاعة التي لا تسامى من مثله ولا تسام ونحن نعرف المقر الكريم أن محله ومحل بيته الكريم لم يزل لدينا رفيعاً مقداره عالياً مناره وأن مكانته من خواطرنـا الشريفـة متمكنـة ومنزلتـه قـد صحـت أحاديثهـا المعنعنـة وهـو الأحق بمحل ملكه والأولى بأن يكون من نظام عقود ملوكه واسطة سلكه وقد اقتضت آراؤنا العالية أن يقوم مقام والده المرحوم ويحل محل هذه السلطنة ليعلو قدره بإقبالنا الشريف على زهر النجوم وليجلـس بمكانـه وليبسـط المعدلـة لتكـون حليـة زمانـه وليستنصـر علـى أعدائنـا وأعدائه بأنصار الملك وأعوانه وليستقر على ما هو عليه من المحافظة على الوداد وليستمسك بعرى الإخلـاص المبـرأ مـن شوائـب الانتقـاد وليقتـف فـي ذلـك سبيـل سلفـه الكريـم وليواصـل واعلم أنه قد ذكر في ‏"‏ التثقيف ‏"‏ أن ممن يكتب إليه عن الأبواب السلطانية من أتباع صاحب مارديـن نائبـه وذكـر أنـه كـان اسمـه فـي زمنـه ‏"‏ بهـادر ‏"‏‏.‏

وأن رسـم المكاتبـة إليـه الاسـم والسامـي بغيـر ياء وكذلك نائب الصالحية من عمل ماردين وأن رسم المكاتبة إليه الاسم و ‏"‏ مجلس الأمير ‏"‏‏.‏

فليجر الكاتب على سنن ذلك إن احتيج إلى مكاتبتهما‏.‏

صاحب حصن كيفا - وهي مدينة من ديار بكر من بلاد الجزيرة بين دجلة والفرات‏.‏

وقد تقـدم في الكلام على المسالك والممالك نقلاً عن ‏"‏ التعريف ‏"‏ أن صاحبها من بقايا الملوك الأيوبية وممن تنظر إليه ملوك مصر بعين الإجلال‏:‏ لمكان ولائهم القديم لهم واستمرار الوداد الآن بينهم‏.‏

ورسـم المكاتبة إليه فيما ذكره في ‏"‏ التعريف ‏"‏‏:‏ ‏"‏ أدام الله نعمة المجلس العالي الملكي الفلاني ‏"‏ باللقـب الملوكـي ‏"‏ العالمي العادلي المجاهدي المؤيدي المرابطي المثاغري الأوحدي الأصيلي الفلاني ‏"‏ باللقب المتعارف ‏"‏ عز الإسلام والمسلمين بقية الملوك والسلاطين نصرة الغزاة والجاهدين زعيم جيوش الموحدين شرف الدول ذخر الممالك خليل أمير المؤمنين ‏"‏ وربما قيل‏:‏ ‏"‏ عضد أمير المؤمنين ‏"‏ إذا صغر‏.‏

وذكـر فـي ‏"‏ التثقيـف ‏"‏ مـا يخالـف فـي بعـض ذلـك فقال‏:‏ إن مكاتبته‏:‏ ‏"‏ أدام الله تعالى نعمة المجلس العالي الكبيري العالي المجاهدي المؤيدي المرابطي المثاغري الأوحدي الفلاني ‏"‏ باللقب الملوكي واللقب المتعارف‏.‏

‏"‏ عز الإسلام والمسلمين زعيم جيوش الموحدين‏.‏

ذخر الملة سليل الملوك والسلاطيـن عضـد أميـر المؤمنيـن ‏"‏‏.‏

ثـم الدعـاء‏.‏

‏"‏ صـدرت هـذه المكاتبـة إلـى المجلـس العالـي‏.‏

‏"‏ والعلامة ‏"‏ أخوه‏.‏

وتعريفه ‏"‏ صاحب حصن كيفا ‏"‏‏.‏

قال‏:‏ والكتابة إليه في قطع العادة‏.‏

قد ذكر في ‏"‏ التعريف ‏"‏ صدوراً لمكاتبته‏.‏

صدر‏:‏ واستعاد به من الدهر من عهود سلفه ما تسلف وحاز له من مواريث الملك أكثر مما خلـى لـه أولـه ومـا خلـف وحـط للرحال في حصن كيفا به على ملك‏:‏ أما المستجير به فيتحصن وأمـا فضلـه فلا يكيف وأعان السحاب الذي كل عن مجاراته ويجري هو ولا يتكلف‏.‏

أصدرت هـذه المكاتبـة إليـه ونوءهـا يصـوب ولألاؤهـا تشـق بـه الظلمـاء الجيوب وثناؤها على حسن بلائه في طاعة ربه يقول له‏:‏ صبراً صبراً كما تعودتم يا آل أيوب‏.‏

صدر آخر‏:‏ وشد به بقية البيت وحيا ظلله البالي وأحيا رسمه الميت وذكر به من زمان سلفـه القديـم مـا لا يعـرف فيـه هيـت وأبقـى منـه ملكـاً مـن بنـي أيـوب لا يثنـي وعده اللي ولا يقال في ليت ونور الملك بغرته لا بما قرع السمع عن الشمع وورد المصابيح من الزيت وحفظ منه جواداً لـو عينـه أخـوه السحـاب علـى السبق لقال له‏:‏ هيهات كم خلفت مثلك خلفي وخليت‏.‏

أصدرت هذه المكاتبة إليه أعز الله جانبه والتحيات موشحة بنطقها مصبحة لسجايـاه الكريمـة بخلقهـا ملـوك كيلـان - قـال فـي ‏"‏ التعريف‏:‏ وهم جماعة كل منهم مستقل بنفسه منفرد بملكه على ضيق بلادهـم وقـرب مجـاورة بعضهـم من بعض‏.‏

وقد تقدم الكلام على بلادهم في المسالك والممالك‏.‏

قال في ‏"‏ التعريف ‏"‏‏:‏ ورسلهم قليلة وكتبهم أقل من القليل‏.‏

ورسـم المكاتبـة إلى كل منهم على ما ذكره في ‏"‏ التعريف ‏"‏ نحو ما يكتب إلى صاحب حصن كيفـا‏.‏

يعنـي يكتـب لكـل منهـم‏:‏ ‏"‏ أدام الله تعالى نعمة المجلس العالي الملكي الفلاني ‏"‏ إلى آخر ما تقدم هناك‏.‏

قال في ‏"‏ التعريف ‏"‏‏:‏ إلا صاحب بومن فإنه يكتب له ب ‏"‏ الجناب ‏"‏‏.‏

وهو مثلهم في بقيـة الألقاب‏.‏

قـال فـي ‏"‏ التثقيـف ‏"‏‏:‏ ولـم أر لهـم مكاتبـة ولا كتـب لهـم فـي مـدة مباشرتـي بديـوان الإنشـاء الشريف شيء غير أني رأيت بخط المولى القاضي المرحوم زين الدين خضر أنه كتب أمثلة شريفة إلى جماعة منهم ‏"‏ حرم الدين ‏"‏‏.‏

ببومن ثم قال‏:‏ وهذا هو الذي ذكر القاضي شهاب الديـن أن مكاتبتـه أعلـى مكاتباتهم وأنه يكتب إليه ‏"‏ الجناب ‏"‏‏.‏

قال‏:‏ وما يبعد أن الجماعة الذين كتـب إليهـم على ما ذكر القاضي زين الدين المشار إليه هم من جملة ملوك كيلان‏.‏

ثم عدد من كتب إليه منهم فقال‏:‏ وهم نبوباذ شاه وسالوك ولده في قطع العادة‏.‏

ورسم المكاتبة إليهما‏:‏ ‏"‏ خلد الله تعالى سعادة الجنابين الكريمين العاليين الكبيريـن العادلييـن المجاهدين المرابطيين الملكيين‏:‏ الشرفي الوسيفي ‏"‏‏.‏

والدعاء والعلامـة ‏"‏ أخوهمـا ‏"‏‏.‏

والعنـوان ناصر الدين بهلوان وشرف الدين شرف الدولة صاحبا لاهجان مثل ذلك سواء‏.‏

فلك الدين صاحب دشت كذلك‏.‏

حسام الدين صاحب بومن كذلك‏.‏

ثم قال نقلاً عن ابن الزيني خضر أيضاً‏:‏ وقيل إن حسام الدين هذا كان صاحب بومن وصاحبها الآن أخوه على ما ذكره محمود بن إبراهيم بن اسفندار الكيلاني حين كتب إليهم‏.‏

قلت‏:‏ وهؤلاء هم ملوك كيلان وهذه مدنهم على ما تقدم في المسالك والممالك‏.‏

والعجـب كيـف وقـع الشـك فـي ذلـك مـن صاحـب ‏"‏ التثقيـف ‏"‏ حتـى قـال‏:‏ ومـا يبعـد‏.‏

وأمـا التسويـة فـي الآخـر بيـن صاحـب بومـن وغيـره فيجـوز أن قـدره انحـط بعد زمن صاحب ‏"‏ التعريف ‏"‏ أو جهل الكاتب الثاني مقداره‏.‏

صاحب هراةوهي مدينة من خراسان‏.‏

قال في ‏"‏ التعريف ‏"‏‏:‏ ولا يجري على الألسن الآن إلا صاحب هرى‏.‏

قال‏:‏ وكان ملكها الملك غياث الدين‏.‏

ولم أسمع أعجمياً يقول إلا قياس الدين‏.‏

وكان ملكاً جليلاً نبيلاً مفخماً معظماً له مكانة عند الملوك الهولاكوهية ومنزلة رفيع عليه‏.‏

وكـان بينـه وبيـن النويـن جوبـان مـودة أكيـدة وصداقـة عظيمة فلما دارت به دوائر الزمان وأفضت به الحـال إلـى الهـرب لجـأ إلـى صاحـب هـرى هـذا علـى أنه يسل له الوصول إلى صاحب الهند أو إلى ملك ما وراء النهر فأجابه وأنزله وبسط أمله وأسر له الخداع حتى اطمأن إليه فأصعده إلى قلعته ليضيفه فصعد ومعه ابنه جلوقان وهو ابنه من خوندة بنت السلطان خدابندا وجلوقان هـذا هـو الـذي أجيـب إلى تزويجه ببنت السلطان الملك الناصر وعلى هذا تمت قواعد الصلح‏.‏

وبنـى جوبـان أمـره علـى أنـه بعد التزويج يأخذ له ملك بيت هولاكو بشبهة أنه ابن بنت خدابندا وأنـه لـم يبـق بعـد أبـي سعيـد من يرث الملك سواه‏.‏

ثم يستضيف له ملك مصر والشام بشبهة أن بنت صاحب مصر هي التي ترث الملك من أبيها فحالت المنايا دون الأماني‏.‏

الحكام بهذه المملكة من جرت العادة بمكاتبته من الحكام بالجزيرة الفراتية من هذه المملكة الحاكـم بشمشـاط - وقـد تقـدم فـي الكلـام علـى المسالـك والممالك أنها بلدة من ديار مضر بين آمد وخرت برت‏.‏

قال في ‏"‏ التثقيف ‏"‏‏:‏ ورسم المكاتبة إليه ‏"‏ السامي ‏"‏ بالياء‏.‏

والعلامـة الاسـم‏.‏

وتعريفـه ‏"‏ الحاكم بشمشاط ‏"‏‏.‏

الحاكـم بميافارقيـن - وقـد تقـدم فـي المسالـك والممالـك أنهـا قاعـدة ديـار بكـر‏.‏

قـال في ‏"‏ التثقيف ‏"‏‏:‏ ورسم المكاتبة إليه ‏"‏ السامي ‏"‏ بغير ياء‏.‏

والعلامة الاسم‏.‏

وتعريفه ‏"‏ الحاكم بميافارقين ‏"‏‏.‏

الحاكـم بجيـزان - وقـد تقـدم فـي المسالـك والممالـك أنهـا مدينـة مـن ديـار بكر‏.‏

قال في ‏"‏ التثقيف ‏"‏‏:‏ ورسم المكاتبة إليه ‏"‏ السامي ‏"‏ بالياء‏.‏

والعلامة الاسم‏.‏

وتعريفه ‏"‏ الحاكـم بجيـزان ‏"‏ وهـو معـدود فـي ‏"‏ التثقيف ‏"‏ في جملة الأكراد‏.‏

الحاكم بجزيرة ابن عمر - وقد تقدم في المسالك والممالك أنها ميدنة صغيرة على دجلة من غربيها‏.‏

قـال فـي ‏"‏ التثقيـف ‏"‏‏:‏ ورسـم المكاتبـة إليـه ‏"‏ السامـي ‏"‏ باليـاء‏.‏

والعالمـة لـه الاسـم‏.‏

وتعريفـه ‏"‏ الحاكم بجزيرة ابن عمـر ‏"‏‏.‏

وذكـره فـي ‏"‏ التثقيـف ‏"‏ فـي جملـة الأكـراد وقـال‏:‏ كـان بهـا عـز الديـن أحمـد اليخشـي‏.‏

وذكـر أن رسـم المكاتبـة إليـه الاسـم و ‏"‏ السامـي ‏"‏ بغيـر يـاء‏.‏

وتعريفه ‏"‏ أحمد بن سيف الديـن اليخشـي الحاكـم ‏"‏‏.‏

واستقـر بعـد وفاتـه ولـده عيسـى وورد كتابـه فـي صفـر سنـة أربـع وستين وسبعمائـة أخبـر فيـه بوفـاة والده واستقراره مكانه‏.‏

على أنه قد ذكر معبراً عنه بصاحب الجزيرة وسماه بكلمش‏.‏

وذكر أن المكاتبة إليه الاسم و ‏"‏ السامي ‏"‏ بغير ياء‏.‏

الحاكم بسنجار - وقد تقدم فـي المسالـك والممالـك أنهـا مدينـة مـن ديـار ربيعـة‏.‏

قـال فـي ‏"‏ التثقيف ‏"‏‏:‏ وكان قد كتب لشيخو الحاكم بها مرسـوم شريـف بـأن يكـون نائبـاً بهـا حسـب سؤالـه فـي سنـة ثلـاث وستيـن وسبعمائـة‏.‏

قـال‏:‏ وكانت المكاتبة إليه أولاً الاسم و ‏"‏ مجلس الأمير ‏"‏ وكتب له حينئذ ‏"‏ السامي ‏"‏ بغير ياء‏.‏

الحاكم بتقل أعفر - وقد تقدم في المسالك والممالك أنها قلعة بين سنجار والموصل‏.‏

قال في ‏"‏ التثقيف ‏"‏‏:‏ ورسم المكاتبة إليه ‏"‏ السامي ‏"‏ بالياء‏.‏

والعلامة له الاسم وتعريفه ‏"‏ الحاكم بتل أعفر ‏"‏‏.‏

الحاكـم بالموصـل - وقـد تقدم في المسالك والممالك أنها قاعدة بلاد الجزيرة كلها في القديم حيث كانـت بيـد الجرامقـة‏.‏

قـال فـي ‏"‏ التثقيـف ‏"‏‏:‏ والمكاتبـة إليـه في قطع العادة الاسم و ‏"‏ صدرت ‏"‏ و ‏"‏ السامي ‏"‏‏.‏

وتعريفه ‏"‏ الحاكم بالموصل ‏"‏‏.‏

ورأيت في بعض الدساتير أن العلامة استقرت له ‏"‏ والده ‏"‏ عند استقراره نائب السلطنة بها‏.‏

الحاكـم بالحديثـة - وقـد تقـدم فـي المسالـك والممالك أنها بلدة على الفرات‏.‏

قال في ‏"‏ التثقيف ‏"‏‏:‏ ورسـم المكاتبـة إليـه الاسـم و ‏"‏ السامـي ‏"‏ باليـاء‏.‏

وتعريفـه ‏"‏ الحاكم بالحديثة ‏"‏‏.‏

وهي غير حديثة الموصل‏.‏

وهي بلدة شرقي دجلة تعد في بلاد العراق‏.‏

الحاكـم بعانـة - وقـد تقـدم في المسالك والممالك أنها بلدة صغيرة على جزيرة في وسط الفرات‏.‏

قـال فـي ‏"‏ التثقيـف ‏"‏‏:‏ ورسـم المكاتبـة إليـه الاسـم و ‏"‏ السامـي ‏"‏ باليـاء‏.‏

وتعريفـه ‏"‏ الحاكـم بعانة ‏"‏‏.‏

ورأيت في بعض الدساتير أن المكاتبة إليه ‏"‏ السامي ‏"‏ بغير ياء‏.‏

الحاكـم بتكريـت - وفـي ‏"‏ التثقيـف ‏"‏ صاحـب تكريـت‏.‏

وقـد تقـدم فـي المسالـك والممالـك أنها مدينة مـن آخـر مـدن الجزيـرة بين دجلة والفرات‏.‏

قال في ‏"‏ التثقيف ‏"‏‏:‏ ورسم المكاتبة إليه مثل الحاكم الحاكـم بقلعة كشاف - وقد تقدم في المسالك والممالك أنها في الجنوب عن الموصل بين الزاب والشط وأنه عدها في ‏"‏ تقويم البلدان ‏"‏ من بلاد الجزيرة مرة ومن عراق العجم أخرى‏.‏

وأنه أوردها في ‏"‏ التثقيف ‏"‏ بإثبات الألف واللام‏.‏

قال في ‏"‏ التثقيـف ‏"‏‏:‏ ورسـم المكاتبـة إليـه مثـل حاكمـي عانـة والحديثـة فتكـون المكاتبـة إليـه ‏"‏ السامـي ‏"‏ باليـاء‏.‏

ورأيـت فـي بعض الدساتير أن المكاتبة إليه ‏"‏ السامي ‏"‏ بغير ياء‏.‏

وتعريفه ‏"‏ الحاكم بقلعة كشاف ‏"‏‏.‏

الحاكـم بإسعـرد - وهـي سعـرت‏.‏

قـد تقـدم فـي المسالـك والممالك أنها مدينة من ديار ربيعة‏.‏

قال في ‏"‏ التثقيـف ‏"‏‏:‏ ورسـم المكاتبـة إليـه ‏"‏ مجلـس الأميـر ‏"‏‏.‏

وحينئـذ فتكـون فـي قطـع العـادة‏.‏

والعلامـة الاسم‏.‏

وتعريفه ‏"‏ الحاكم بإسعرد ‏"‏‏.‏

صاحب حاني - ويقال لها حنا‏.‏

وهي مدينة من ديار بكر‏.‏

وقد ذكر في ‏"‏ التثقيف ‏"‏ أن صاحبها تاج الدين‏.‏

ورسم المكاتبة إليه الاسم ‏"‏ والسامي ‏"‏ بغير ياء‏.‏

من جرت العادة بالمكاتبة إليه بالجانب المختص ببني جنكزخان من بلاد الروم من مارية وما معها‏.‏

أرتنا الذي كان قائماً بهذه البلاد عن بني هولاكو من التتر‏.‏

ورسم المكاتبة إليه في قطع الثلث‏:‏ ‏"‏ ضاعف الله تعالـى نعمـة الجنـاب العالـي الأميـري الكبيـري العالمـي العادلـي المؤيـدي العونـي الزعيمـي الممهدي المشيدي الظهيري النويني الفلاني عز الإسلام والمسلمين سيد الأمـراء فـي العالميـن نصـرة الغـزاة والمجاهديـن زعيـم الجيـوش مقـدم العساكـر كهـف الملـة ذخر الدولة ظهير الملوك والسلاطين سيف أمير المؤمنين ‏"‏‏.‏

والدعاء والسلام‏.‏

والعلامة ‏"‏ أخوه ‏"‏‏.‏

وذكر في ‏"‏ التثقيـف ‏"‏ أنـه كتـب إلـى ولـده محمـد بعـده كذلـك فـي قطـع الـورق والمكاتبـة والعلامـة‏.‏

وأنـه كتـب إلـى علـي بـك بـن محمـد المذكـور بعـده كذلـك إلا فـي العلامـة فإنـه استقرت له ‏"‏ والده ‏"‏ وكتب تعريفه‏:‏ ‏"‏ علي بك ابن أرتنا ‏"‏ من جرت العادة بمكاتبته من الحكام ببلاد العراق الحاكـم بهيـت - وعبـر عنـه فـي ‏"‏ العريـف ‏"‏ بصاحـب هيـت‏.‏

وقـد تقدم في المسالك والممالك أنها شمالـي الفـرات مـن أعمـال بغـداد‏.‏

قـال فـي ‏"‏ التثقيـف ‏"‏‏:‏ ورسم المكاتبة إليه الاسم و ‏"‏ السامي ‏"‏ بالياء وتعريفه ‏"‏ الحاكم بهيت ‏"‏‏.‏

الحاكـم بالقنيطـرة - وقد تقدم في المسالك والممالك أها بلدة بالقرب من مرسى الحلة‏.‏

قال في ‏"‏ التثقيف ‏"‏‏:‏ والمكاتبة إليـه ‏"‏ السامـي ‏"‏ باليـاء‏.‏

والعلامـة الاسـم‏.‏

وتعريفـه ‏"‏ الحاكـم بالقنيطـرة ‏"‏‏.‏

ثـم قـال‏:‏ وآخـر مـا استقـرت مكاتبتـه عليـه ‏"‏ السامـي ‏"‏ بغيـر يـاء‏.‏

وعبـر عنـه فـي موضـع آخـر ‏"‏ بإبراهيـم صاحب القنيطرة ‏"‏‏.‏

وذكر أن المكاتبة إليه الاسم و ‏"‏ السامي ‏"‏‏.‏

وأن تعريفه اسمه خاصة‏.‏

‏"‏ وهي عراق العجم ‏"‏ الحاكم بإربل - وعبر عنه في ‏"‏ التثقيـف ‏"‏ بصاحـب إربـل‏.‏

قـال فـي ‏"‏ التثقيـف ‏"‏‏:‏ كـان بهـا الشريـف علاء الدين علي الدلقندي ثم استقر بها الشريف يحيـى ثـم استقـر بهـا علـي ولـده‏.‏

قـال‏:‏ والمستقر بها الآن على ما تحرر في سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة أسد الدين أسد‏.‏

ورسم المكاتبة إليه الاسم و ‏"‏ السامي ‏"‏ بغير ياء‏.‏

وتعريفه ‏"‏ الحاكم بإربل ‏"‏‏.‏

صاحب قاشان - وسماها في ‏"‏ التثقيف ‏"‏ قيشان‏.‏

ورسم المكاتبة إليه ‏"‏ السامي ‏"‏ بغير ياء‏.‏

صاحب باب الحديد - المعروفة عنـد التـرك بتمـر قابـو‏.‏

وهـي بـاب الأبـواب‏.‏

قـال فـي ‏"‏ التثقيـف ‏"‏‏:‏ كان بها كاووس وكتب إليه جواب في ثانـي عشـر ربيـع الـأول سنـة اثنتيـن وستيـن وسبعمائـة أويـس فـي قطع الثلث والدعاء والعالي‏.‏

وتعريفه اسمه لا غير‏.‏

من جرت العادة بمكاتبته من الحكام ببلاد فارس الحاكـم بشيـراز - وقـد تقـدم فـي المسالـك والممالـك أنهـا قاعدة بلاد فارس‏.‏

قال في ‏"‏ التثقيف ‏"‏‏:‏ والمستقـر بهـا علـى مـا تحـرر فـي سنـة ثلـاث وسبعيـن وسبعمائـة‏.‏

شـاه شجـاع أخـو شاه ولي‏.‏

وذكر أنه لـم يكتـب إليـه فـي مـدة مباشرتـه مـن ديـوان الإنشـاء ولا وقـف علـى مكاتبـة إليـه‏.‏

ثـم قـال‏:‏ غيـر أنـه يمكـن أن تكـون المكاتبـة إليـه نظيـر المكاتبة إلى الأشراف تمرتاش المستولي على تبريز فإنه قال‏:‏ إن شيـراز قـدر تبريـز ونظيرهـا‏.‏

فعلـى هـذا يكـون رسـم المكاتبـة إليه في قطع الثلث‏:‏ ‏"‏ ضاعف الله تعالى نعمة الجناب العالي الأميري الكبيري ‏"‏ وبقيـة الألقـاب والنعـوت‏.‏

ويكـون فيهـا ‏"‏ النوينـي ‏"‏ كمـا فـي مكاتبة المستولي على تبريز‏.‏

من جرت العادة بمكاتبته ببلاد كرمان صاحب هرمز - وقد تقدم في المسالك والممالك أن قاعدة كرمان القديمة السيرجان وأن هرمز فرضه كرمان وأنها خربها التتر عند خروجهم على تلك البلاد بكثرة الغارات وانتقل معظـم أهلهـا إلـى جزيـرة ببحيـرة بحـر فـارس علـى القـرب منهـا تسمـى وزرون‏.‏

وقـد كتب إلى صاحبها عن سلطـان العصـر ‏"‏ الملـك الناصـر فـرج ‏"‏ ابـن الظاهـر برقـوق فـي سنـة ثلاث عشرة وثمانمائة مفاتحة في قطع‏.‏

من جرت العادة بمكاتبته من بلاد أرمينية وأران وأذربيجان النائب بخلاط من أرمينية - قد تقدم في المسالك والممالك أنها كانت قاعدة بلاد الكرج‏.‏

قال في ‏"‏ التثقيـف ‏"‏‏:‏ ويقـال إن حاكمهـا مـن الأكـراد واسمـه أبـو بكـر ابـن أحمـد بـن أزبـك‏.‏

ثـم قـال‏:‏ ورسـم المكاتبة إليه الاسم و ‏"‏ السامي ‏"‏ بالياء فيكون في قطع العادة‏.‏

وتعريفه ‏"‏ النائب بخلاط ‏"‏‏.‏

الحاكـم بحصـن أرزن - وهـي أرزن الـروم‏.‏

قـال فـي ‏"‏ التثقيـف ‏"‏‏:‏ وهـو - علـى ما اتضح آخراً في رمضـان سنـة سـت وسبعين وسبعمائة - علاء الدين علي بن قرا‏.‏

وردت مكاتبته أن صاحب حصـن كيفـا ابـن خالـه‏.‏

ورسـم المكاتبـة إليـه علـى مـا فـي ‏"‏ التثقيـف ‏"‏ مثـل صاحـب حصن كيفا من غير زيادة ولا نقص‏.‏

على أنـه فـي ‏"‏ التعريـف ‏"‏ قـد ذكـر أن المكاتبـة إليـه ‏"‏ السامـي ‏"‏ باليـاء‏.‏

قـال فـي ‏"‏ التثقيف ‏"‏‏:‏ والصحيح ما تقدم فإني كتبت إليه بهذه المكاتبة مرات وهو المتداول بين الموالي الجماعة إلى آخر وقت‏.‏

وقد تقدم في المسالك والممالك أنها في آخر بلاد الروم من جهة الشرق‏.‏

صاحب بدليس - قد ذكر فـي ‏"‏ التعريـف ‏"‏ أنـه كـان فـي زمانـه الأميـر شـرف الديـن أبـو بكـر‏.‏

وقـال‏:‏ إنـه يتهـم بمذهـب النصيرية‏.‏

ثم قال‏:‏ وبلده صغيره ودخله يسير وعمله ضيق‏.‏

وهو طريق المارة وقصاد الأبواب السلطانية إلى الأردو إذا لم يكن بالعـراق ولـه خدمـة مشكـورة‏.‏

وعـدة فـي ‏"‏ التثقيف ‏"‏ في جملة الأكراد‏.‏

قال في ‏"‏ التعريف ‏"‏‏:‏ ورسم المكاتبة إليه‏:‏ ‏"‏ صدرت هـذه المكاتبـة إلـى المجلس السامي الأميري ‏"‏ أسـوة الأمـراء‏.‏

وذكـر فـي ‏"‏ التثقيـف ‏"‏ أنـه كـان بهـا ضيـاء الديـن أبـو الفـوارس الروشكي أخو الغرس بالو وأن المكاتبة إليه الاسم و ‏"‏ السامي ‏"‏ بالياء‏.‏

وتعريفه ‏"‏ صاحـب بدليس ‏"‏‏.‏

وأنه استقر بعده ولده الرحاح وكوتب بمثل ذلك سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة‏.‏

صاحب موقان - وهي موغان‏.‏

وسماها في ‏"‏ التثقيـف ‏"‏ ميوغـان‏.‏

قـال فـي ‏"‏ التثقيـف ‏"‏‏:‏ وكـان بهـا محمد شاه بن أميرشاه وكتب إليه مستجداً في سنة سبع وستين وسبعمائة ‏"‏ السامي ‏"‏ بغير ياء‏.‏

النائب بخرت برت - وهي حصن زياد‏.‏

ذكره في ‏"‏ التثقيف ‏"‏ من جملة تركمان البلاد الشرقية وذكـر أن اسمـه يومئـذ باليـس وأن رسـم المكاتبـة إليـه الاسـم و ‏"‏ السامي ‏"‏ بالياء‏.‏

وتعريفه اسمه ثم قال‏:‏ وهكذا كان يكتب إلى صاحب خرت برت قبله‏.‏

ثم ذكر أنه رأى بخط القاضي شهاب الدين بن الصفدي أنه استقر بها علاء الدين بن خالد المليكشيبعد حسام الدين خربندة وأن مكاتبته ‏"‏ السامي ‏"‏ بالياء‏.‏

الصنف الثالث ‏"‏ ممن يكاتب بهذه المملكة العربان وهم‏:‏ عبادة وخفاجة ‏"‏ وقد تقدم في الكلام على أنساب العرب أن نسبهما في عامر بن ضعضعة من قيس عيلان‏.‏

وأجـل مـن يكتـب إليـه منهـم رسمـه ‏"‏ هذه المكاتبة إلى المجلس السامي الأمير ‏"‏‏.‏

على أن صاحب التثقيف قد ذكر أنه لم يطلع على مكاتبة إليهم‏.‏

الصنف الرابع ‏"‏ ممن يكاتب هذه المملكة التركمان ‏"‏ قـال فـي ‏"‏ التثقيـف ‏"‏‏:‏ والأكابـر فـي البلـاد الشرقيـة الذيـن يكتب إليهم من هذه الطائفة مفرداً قليل‏.‏

أما بقيتهم من تركمان الطاعة الشريفة فقد يكتب إليهم عند المهمات مطلقات شريفة ثم ذكر جماعة ممن يكتب إليه على انفراد ولم يعين لأحد منهم بلداً ولا رياسة قوم معروفين‏.‏

وها أنا أذكرهم‏:‏ ليقاس عليهم لدى تحقق مقامهم‏.‏

منهم‏:‏ مراد خواجا‏.‏

ورسم المكاتبة إليه الاسم و ‏"‏ السامي ‏"‏ بغير ياء‏.‏

وتعريفه اسمه‏.‏

ومنهـم‏:‏ باكيـش الكبيـر ابـن أخـي توزطوغـان‏.‏

ورسـم المكاتبـة إليـه الاسم و ‏"‏ السامي ‏"‏ بغير ياء‏.‏

وتعريفه اسمه‏.‏

ومنهم‏:‏ زين الملك توزطوغان‏.‏

ورسم المكاتبة إليه الاسم و ‏"‏ السامي ‏"‏ بغير ياء‏.‏

وتعريفه ‏"‏ مقدم التركمان بالبلاد الشرقية ‏"‏‏.‏

ومنهم‏:‏ علي بن إينال التركماني من الطائفة الروزقية‏.‏

ورسم المكاتبة إليه الاسم و ‏"‏ السامي ‏"‏ بغير ياء وتعريف اسمه‏.‏

ومنهـم‏:‏ يعقـوب بـن علـي شـار‏.‏

ورسـم المكاتبـة إليـه الاسـم و ‏"‏ السامـي ‏"‏ باليـاء وتعريفـه اسمـه‏.‏

قـال فـي ‏"‏ التثقيـف ‏"‏‏:‏ وقـد ذكـر القاضـي ناصـر الديـن بـن النشائـي أنـه كتـب إليه كذلك في سنة إحدى وأربعين وسبعمائة‏.‏

ومنهم‏:‏ سالم الدلكري ورسم المكاتبة إليه الاسم و ‏"‏ السامي بالياء وتعريفه اسمه‏.‏

واعلم أنه قد تقدم في الكلام على تركمان البلاد الشامية نقلاً عن ‏"‏ التثقيف ‏"‏ أن من طوائف التركمان الذين هم تحت الطاعة من لم يكتب إليه بعد بل إذا كتب في مهم شريف كتب إلى كل طائفة منهم أو إلى سائر الطوائف مطلق شريف‏.‏

وعد منهم طوائف‏:‏ الأولى - البوزقية‏:‏ جماعة بن دلغادر وابن إينال المقدم ذكره‏.‏

الثانية - أولاد رمضان‏:‏ الأمرية‏.‏

الثالثة - الأوشرية‏:‏ تركمان حلب‏.‏

الرابعة - الدلكرية‏:‏ جماعة سالم الدلكري‏.‏

الخامسة - الخربندلية‏:‏ جماعة مصطفى‏.‏

السادسة - الأغاجرية‏.‏

السابعة - الورسق‏:‏ تركمان طرسوس‏.‏

الثامنة - القنقية‏.‏

التاسعة - البابندرية‏:‏ وهم النقيبية‏.‏

العاشرة - البكرلية‏:‏ أولاد طشحون‏.‏

الحادية عشرة - البياضية‏.‏

ثم قال‏:‏ وثم جمائع كثيرة لا يمكن استيعابهم‏.‏

قلت‏:‏ فإن كان من هذه الطوائف شيء بهذه البلاد فحكمه ما تقدم في الكلام على تركمان البلاد الشامية‏.‏

  الصنف الخامس ‏"‏ ممن يكاتب بهذه المملكة الأكراد ‏"‏

وقـد تقـدم الكلـام علـى طوائفهـم ومنازلهـم مـن بلـاد الجبـال من عراق العجم‏.‏

قال في ‏"‏ التثقيف ‏"‏‏:‏ وهم خلائق لا يحصون ولولا أن سيف الفتنة بينهم يستحصد قائمهم وينبه نائهم لفاضوا على البلـاد واستضافـوا إليهـم الطـارف والتلـاد ولكنهـم رمـوا بشتـات الـرأي وتفـرق الكلمة لا يزال بينهم سيف مسلول ودم مطلول وعقد نظام محلول وطرف باكية بالدماء مبلول‏.‏

وهـم علـى ضربين‏:‏ الضرب الأول ‏"‏ المنسوب منهم إلى بلاد ومقرات معروفة ‏"‏ قال في ‏"‏ التعريف ‏"‏‏:‏ ولهم رأسان كل منهما رجل جليل ولكل منهما عدد غير قليل‏.‏

أحدهما - صاحب جولمرك من جبال الأكراد من عراق العجم‏.‏

قال في ‏"‏ التعريف ‏"‏‏:‏ وهو الكبير منهما الذي تتفق طوائف الأكراد مع اختلافها على تعظيمه والإشارة بأنه فيهم الملك المطاع والقائد المتبع‏.‏

وهو صاحب مملكة متسعة ومدن وقلـاع وحصـون ولـه قبائـل وعشائـر وأنفـار‏.‏

قـال‏:‏ وهـم ينسبـون إلـى عتبـة بـن أبـي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف‏.‏

ثم قال‏:‏ وكانت الإمرة قد انتهت فيهم إلى أسد الدين موسى بن مجلي بن موسى بن منكلان‏.‏

وكان رجلاً كريماً عظيماً نهاباً وهاباً تجله ملوك الممالك الجليلة وتعظمه حكام الأردو وصاحب مصر‏.‏

وإشارته مقبولة عند الجميع‏.‏

وإذا اقتتلت طائفتان من الأكراد فتقدم إليهما بالكـف كفوا وسمعوا له سمع ‏"‏ مراع لا سمع ‏"‏ مطيع‏.‏

وذكر أن القائم فيهم إذ ذاك من بنيه الملك عماد الدين مجلي‏:‏ وهو رجل يحب أهل العلم والفضل ويحل منهم عنده من أتاه أعظم محل‏.‏

وقـد مضـى القـول علـى ذلـك مستوفـى فـي الكلام على الأكراد عند ذكر عراق العجم من المسالك والممالـك مـن المقالـة الثانيـة‏.‏

قـال فـي ‏"‏ التعريـف ‏"‏‏:‏ ورسـم المكاتبـة إليـه ‏"‏ أدام اللـه تعالـى نعمـة المجلس العالي الأميري ‏"‏ والألقاب التامة الكاملة‏.‏

الثاني - صاحب عقرشوش من بلاد الجزيرة‏.‏

قال في ‏"‏ التعريف ‏"‏‏:‏ وملوكها الـآن مـن أولـاد المبارزكك‏.‏

قال‏:‏ وكان مبارز الدين كك هذا رجلاً شجاعاً كريماً تغلب عليه ‏"‏ غرائب من ‏"‏ الهوس‏.‏

فيدعي أنه ولي من الأولياء يقبل النذور‏.‏

وكانت تنذر له النذور تقرباً إليه فإذا أتاه النـذر أضـاف إليـه مثلـه ‏"‏ مـن ماله ‏"‏ وتصدق بهما جميعاً‏.‏

قال‏:‏ وأهل هذا البيت يدعون عراقة الأصل في الإمرة وقدم السؤدد والحشمة‏.‏

ويقولون إنهم عقدت لهم ألوية الإمارة وتسلموا أزمة هذه البلاد وتسنموا صهوات الصياصي بمناشير الخلفاء وأنهم كانوا لهم أهل وفاء‏.‏

ولهم في هذا حكايات كثيرة وأخبار مأثورة وهم أهل تنعم ورفاهية ونعمة ظاهرة وبزة فاخرة وآدر مزخرفة ورياض مفوفة وخيول مسومة وجوارح معلمة وخدم وغلمان وجوار حسان ومعازف وقيان وسماط ممدود وخوان‏.‏

قال‏:‏ وموقع بلادهم من أطراف بلادنا قريب والمدعو منهم من الرحبة وما جاورها يكـاد يجيـب‏.‏

ثـم قـال‏:‏ وملوكنـا تشكـر لهـم إخلـاص نصيحـة وصفـاء سريـرة صحيحـة‏.‏

وذكـر أن القائـم فيهـم فـي زمانـه شجـاع الديـن ابن الأمير نجم الدين خضر بن المبارزكك إلا أنه لم يبلغ مبلغ أبيه بل لا يقاربه ولا يدانيه على أنه قد ملك ملكه ونظم سلكه‏.‏

وقد تقدم الكلام على ذلك أيضاً في الكلام على المسالك والممالك في المقالة الثانية‏.‏

ورسـم المكاتبـة إليـه علـى ذكـره فـي ‏"‏ التعريـف ‏"‏ مثـل صاحـب حولمـرك وهـي‏:‏ ‏"‏ أدام اللـه تعالـى نعمة المجلس العالي الأميري ‏"‏‏.‏

وذكر في ‏"‏ التثقيف ‏"‏ أن المكاتبة كانت إلى خضر بن المبارزكك ‏"‏ صدرت ‏"‏ و ‏"‏ العالي ‏"‏‏.‏

والعلامة ‏"‏ أخوه ‏"‏‏.‏

وتعريفه ‏"‏ خضر بن المبارزكك ‏"‏‏.‏

مع عدم تعريجه على مـا فـي ‏"‏ التعريـف ‏"‏ جملـة‏.‏

وقـد ذكـر فـي ‏"‏ التثقيف ‏"‏ منهم جماعة سوى من تقدم ممن هم منهم بالجزيرة كالحاكم بجزيرة ابن عمرن والحاكم بحاني وصاحب عقرشوش‏.‏

ولم يذكر بلاد من ذكره منهم ممن يأتي ذكره منهم ومن كان بكل بلد منهم من أكابرهم وحكامهم ورسم المكاتبة إليهم على ما ذكره وهم قسمان‏:‏ القسم الأول - من علمت المكاتبة إليهم وهم‏:‏ صاحب برخو - وهو يومئذ أميـر حسيـن بـن الملـك أسـد‏.‏

ورسـم المكاتبـة إليـه الاسـم و ‏"‏ السامـي ‏"‏ بالياء‏.‏

صاحب البلهتية - قال‏:‏ وكان بها شمس الدين بن البيليق ثم استقر بعده أخوه أحمد‏.‏

ورسم المكاتبة إليه الاسم و ‏"‏ السامي ‏"‏ بالياء أيضاً‏.‏

صاحب الدربنده - قال‏:‏ وكان بها سيف الدين أصبر بن أرشير الحسيناني‏.‏

ورسم المكاتبة إليه الاسم و ‏"‏ السامي ‏"‏ بغير ياء‏.‏

وتعريفه ‏"‏ أمير أزشير الحسيناني صاحب الدربنده ‏"‏‏.‏

صاحب كرمليس - وهو سحب مسعود‏.‏

ورسم المكاتبة إليه الاسم و ‏"‏ السامي ‏"‏ بغير ياء‏.‏

صاحـب العمادية - عماد الدين إسماعيل بن علي بن موسى‏.‏

ورسم المكاتبة إليه ‏"‏ السامي ‏"‏ بغيـر يـاء‏.‏

وتعريفـه ‏"‏ صاحب قلعة العمادية ‏"‏‏.‏

وقد تقدم في الكلام على المسالك والممالك أنهم بالقـرب مـن طائفـة الجولمركيـة‏.‏

قـال فـي ‏"‏ التثقيـف ‏"‏ وكـان بهـا أولـاد الحاجـي بـن عمر وردت مطالعته كذلك ‏"‏ الحاجي بن عمر صاحب العمادية ‏"‏ في سنة أربعين وسبعمائة‏.‏

صاحب رندشت - بجبال همذان وشهـرزور‏.‏

وهـو عبـد اللـه بـن حسـان الديـن رسلـان‏.‏

ورسم المكاتبة إليه الاسم و ‏"‏ السامي ‏"‏ بغير ياء‏.‏

صاحـب جرذقيـل - بهـاء الديـن عمـر بـن إبراهيم الهكاري‏.‏

ورسم المكاتبة إليه الاسم و ‏"‏ السامي ‏"‏ بغير ياء‏.‏

صاحب سكراك - كرجي بك‏.‏

ورسم المكاتبة إليه ‏"‏ مجلس الأمير ‏"‏‏.‏

والعلامة الاسم‏.‏

صاحب فيلبس - سلطان شاه‏.‏

ورسم المكاتبة إليه ‏"‏ مجلس الأمير ‏"‏‏.‏

والعالمة الاسم‏.‏

صاحب شكوش - أمير أحمد‏.‏

ورسم المكاتبة إليه ‏"‏ مجلس الأمير والعلامة الاسم‏.‏

صاحب جرموك - ‏"‏ مجلس الأمير ‏"‏‏.‏

والعلامة الاسم الشريف‏.‏

صاحب بهرمان - عبد الصمد‏.‏

ورسم المكاتبة إليه ‏"‏ مجلس الأمير ‏"‏‏.‏

والعلامة الاسم‏.‏

صاحب حصن أران - وهو حصن الملك - شجاع الدين خضر بن عيسى الشهري‏.‏

ورسم المكاتبة إليه ‏"‏ مجلس الأمير ‏"‏ والعلامة الاسم‏.‏

القسم الثاني - من ذكره في التثقيف ولم يذكر مكاتبته وقال‏:‏ إنه وقف عليه كذلك وهم‏:‏ صاحب خفتيان - تاج الدين أخو باشاك‏.‏

صاحب سوبخ - أمير عيسى بن باشاك‏.‏

صاحب يزاكرد - بهاء الدين الزرزاري‏.‏

صاحب زاب - فخر الدين عثمان الزابي‏.‏

صاحب السرسه - شمس الدين بن بهاء الدين‏.‏

صاحب الدربندات القرابلية - علي بن كراقي تعريف ‏"‏ صاحب دربند القرابلي ‏"‏‏.‏

صاحب قلعة الجبلين - حسام الدين بن تاج الدين العاملي‏.‏

صاحب سيدكان - أمير علي بن حسام الدين الزرزاري‏.‏

صاحب هرور - بهاء الدين حسن بن عماد الدين‏.‏

صاحب رمادان - أمير عبد الله الكركاني‏.‏

صاحب الشعبانية - حسام الدين أمير مري السبيني‏.‏

صاحب نمرية - بهاء الدين‏.‏

صاحب سياح - سنقر‏.‏

صاحب المحمدية - الشيخ محمد‏.‏

صاحب كزليك‏.‏

الضرب الثاني وقـد ذكـر فـي ‏"‏ التثقيـف ‏"‏ منهـم جماعـة ممـن كـان فـي الزمـن المتقـدم وصـرح بذكـر المكاتبـة إليهم فذكر منهم أبو بكر بن المبارزكك الاسم و ‏"‏ السامي ‏"‏ بغير ياء وتعريفه اسمه‏.‏

مبارز الدين عبد العزيز أخوه مثله‏.‏

علي وعمر ولدا ابن بروحي‏.‏

ورسم المكاتبة إلى كل منهما الاسم و ‏"‏ السامي ‏"‏ بغير ياء‏.‏

خالد المليكشي كذلك‏.‏

أولاده‏:‏ محمود وأحمد ‏"‏ مجلس الأمير ‏"‏‏.‏

بهاء الدين بن الغرس بالو - الاسم و ‏"‏ السامي ‏"‏ بغير ياء‏.‏

عبد الله الشهري - الاسم و ‏"‏ السامي ‏"‏ بغير ياء‏.‏

شجاع الدين خضر بن عيسى الشهري أخو عبد الله الشهري - الاسم و ‏"‏ السامي ‏"‏ بغير ياء‏.‏

مبارز بن عيسى بن حسن السلاري - الاسم و ‏"‏ السامي ‏"‏ بغير ياء‏.‏

قال في ‏"‏ التثقيف ‏"‏‏:‏ ومكاتبته مستجدة في العشر الأول من شعبان سنة ثلاث وستين وسبعمائة‏.‏

خضـر بـن محمـد الهكـاري - الاسـم و ‏"‏ السامـي ‏"‏ بغيـر يـاء‏.‏

قـال‏:‏ وهـو مستجـد المكاتبة أيضاً في العشر الآخر من صفر سنة تسع وستين وسبعمائة‏.‏

قلـت‏:‏ فـإن اتفـق المكاتبـة إلـى أحـد من هؤلاء المجهولين الكتابة أو غيرهم من الأكراد كتب له على قال في ‏"‏ التعريف ‏"‏ هنا‏:‏ ومما ينبه عليه أن طرق المبارين ومسالك المسافرين من بلادنا إلى خراسان ومنها إلينا يظهر في بعض الأحيان أهل فساد يعمدون إلى عميد يقدمونـه عليهـم فيقطعون السبل ويخيفون الطرق وتطير سمعة عميدهم وتنتشر في قريبهم وبعيدهم فيكاتب ذلك العميد من أبواب الملوك ويضطر إليه لفتح الطريق بالسلوك ويكون من غير بيت الإمـرة وربما هوى نجمه فانقطع بانقطاع عمره اسمه مثل الجملوك الخارج بطريق خراسان والغرس بالوا الخـارج فيما يقارب بلاد شهرزور ومثل الخارجين على دربند القرابلي‏.‏

قال‏:‏ وهؤلاء وأمثالهم يطلعون طلوع الكمأة لا أصل ممتد ولا فرع مشتد فهؤلاء لا يعرف لأحد منهم رتبة محفوظة ولا قانـون فـي رسـم المكاتبة معروف وإنما الشأن فيما يكتب إلى هؤلاء بحسب الاحتياج وقدر ما يعرف لهم من اشتداد الساعد وعدد المساعد‏.‏

قال‏:‏ ولقد كتبنا إلى كل من الجملوك والغرس بالو بالسامي بالياء وجهزت إليهما الخلع وأتحفا بالتحف‏.‏

الصنف السادس ‏"‏ ممن يكاتب بمملكة إيران أرباب الأقلام ‏"‏ ذكر في ‏"‏ التثقيـف ‏"‏ أنـه كتـب إلـى مجـد الديـن أخـي الوزيـر غيـاث الديـن‏:‏ ‏"‏ أدام اللـه تعالـى نعمـة المجلـس العالي الصاحبي الأجلي الكبيري العالمي الكافلي الماجدي الزيني الأميري الأوحـدي المعظمـي الذخـري المجاهـدي ‏"‏‏.‏

قـال في ‏"‏ التثقيف ‏"‏‏:‏ هذا ما وجدته بخط القاضي ناصر الدين بن النشائي ولم يذكر تعريفه ولا العلامة إليه‏.‏

وكتب إلى علاء الدين صاحب الديوان مثله‏.‏

والعلامة إليه ‏"‏ أخوه ‏"‏‏.‏

قال في ‏"‏ التثقيف ‏"‏‏:‏ هكذا وجدته في خط ابن النشائي ولم يذكر تعريفه‏.‏

الوزيـر شمس الدين - قال في ‏"‏ التثقيف ‏"‏‏:‏ نقلت من خط القاضي شهاب الدين بن الخضر أن مكاتبته في قطع العادة الاسم و ‏"‏ السامي الأميري الشريفي الحسيبي النسيبـي ‏"‏‏.‏

وبقيـة الألقـاب‏.‏

ولـم يكتب له ‏"‏ الصحابي ‏"‏ ولا ‏"‏ الوزيري ‏"‏‏.‏

قال‏:‏ ولم يذكر شيئـاً غيـر هـذا‏.‏

ثـم قـال‏:‏ ولا أعلـم لمـن وزر المذكور ولا من أي بلاد الشرق‏.‏

ضـاء الديـن صاحـب الديـوان - المكاتبـة إليـه حسـب مـا نقله في ‏"‏ التثقيف ‏"‏ عن خط ابن الخضر أيضاً الاسم و ‏"‏ السامي الأميـر الأجـل ‏"‏‏.‏

وذكـر أن كتبـه إليـه علـى يـد سـراج الديـن قاضـي قيساريـة‏.‏

قال في ‏"‏ التثقيف ‏"‏‏:‏ وعلى هذا أن ضياء الدين هذا من أهل المملكة الرومية‏.‏

معين الدين صاحب الديوان - مثله‏.‏

الصنف السابع ممن يكاتبون بمملكة إيران أكابر المشايخ والصلحاء قـد ذكر في ‏"‏ التثقيف ‏"‏ ممن كوتب من مشايخ هذه البلاد ثلاثة مشايخ‏.‏

فنحن نذكرهم ليقاس الأول - شمس الدين الطوطي‏.‏

قـال فـي ‏"‏ التثقيـف ‏"‏‏:‏ وهـو فيمـا أظـن ممـن كـان يكتـب إليـه قديمـاً ولـم يكتب إليه بعد ذلك‏.‏

قال‏:‏ ورسم المكاتبة إليه حسب ما نقلته من خط القاضي ناصر الدين بن النشائي‏:‏ ‏"‏ صدرت هذه المكاتبة إلى المجلـس السامـي الشيخـي الأجلـي العالمـي العاملـي الكاملـي الفاضلـي الزاهـدي الورعـي العابـدي الخاشعـي الناسكي القدوي الأوحدي الفلانـي مجـد الإسلـام صدر الأنام بقية السلف الكرام فخر العلماء أوحد الكبراء زين الزهاد عماد العباد قدوة المتورعين ذخر الدول ركن الملوك والسلاطين ‏"‏‏.‏

والدعاء ‏"‏ وتصف لعلمه المبارك ‏"‏‏.‏

والعلامة الاسم‏.‏

قال في ‏"‏ التثقيـف ‏"‏‏:‏ هـذا صـورة مـا وجدتـه مـن غيـر زيـادة‏.‏

ولـم يذكر تعريفه ولا محله من البلاد‏.‏

قال‏:‏ وقد كتبت في نعوته‏:‏ ‏"‏ ركن الملوك والسلاطين ‏"‏‏.‏

وهو غريب لأنه خلاف ما جرت به العادة‏.‏

الثانـي - الشيـخ غيـاث الكججي بتبريز‏.‏

ورسم المكاتبة إليه فيما ذكره المشار إليه‏:‏ ‏"‏ أعاد الله تعالـى مـن بركـة المجلـس السامـي الشيخـي ‏"‏‏.‏

وبقيـة الألقـاب ‏"‏ الغياثـي ‏"‏ وتكملـة النعـوت بمـا يناسـب‏.‏

والعلامة الاسم وتعريفه ‏"‏ محمد الكججاني ‏"‏‏.‏

الثالـث - الشيـخ حسـن بـن عبـد القـادر الجيلانـي‏.‏

وكان من المناصحين الذين يكتب إليهم قديماً‏.‏

قال في ‏"‏ التثقيف ‏"‏‏:‏ ورسم المكاتبة إليه الاسـم و ‏"‏ السامـي ‏"‏ باليـاء‏.‏

ثـم قـال‏:‏ ومـن ألقابـه‏:‏ ‏"‏ الشيـخ قلـت‏:‏ هـذا ذهـول منـه وإلا فمقتضـى هـذه الألقـاب المجـردة عـن اليـاء أن تكـون الكتابـة إليه ‏"‏ السامي ‏"‏ بغير ياء‏.‏

الصنف الثامن ممن يكاتب بمملكة إيران النساء وقد ذكر في ‏"‏ التثقيف ‏"‏ المكاتبة إلى أربع منهن‏:‏ الأولـى - دل شـاد زوج الشيـخ حسـن الكبيـر‏.‏

كتب إليها في قطع العادة‏:‏ ‏"‏ أدام الله تعالى صون الجهة المحبجة المصونـة العصميـة الخاتونيـة المعظميـة سيـدة الخواتيـن زينـة نسـاء العالميـن جميلـة المحجبـات جليلـة المصونات قرينة نوين الملوك والسلاطين ‏"‏‏.‏

والدعاء والعالمة ‏"‏ أخوها ‏"‏‏.‏

وتعريفها ‏"‏ الخاتون المعظمة دل شاد ‏"‏‏.‏

الثانية - كلمش والدة بولاد مثلها غير أن العلامة الاسم وتعريفها اسمها المذكور‏.‏

الثالثـة - زوجـة أملكـان ابـن الشيـخ حسـن الكبير على ما استقر عليه الحال عندما كتبت جوابها علـى يـد رسولهـا فـي ذي القعـدة سنـة أربعيـن وسبعمائـة مثـل دلشـاد والعلامة ‏"‏ والدها ‏"‏‏.‏

وتعريفها سلطان نختي المهيع الثاني من المكاتبة إلى الملوك مملكة توران وهي مملكة الخاقانية قد تقدم في الكلام على المسالك والممالك في المقالة الثانية نقلاً عن المقر الشهابي بن فضل الله في كتابه ‏"‏ التعريف ‏"‏ أن هذه المملكة من نهر بلخ إلى مطلع الشمس على سمت الوسط فما أخذ عنها جنوباً كان بلاد السند ثم الهند وما أخذ عنها شمالاً كـان بلـاد الخفجـاج وهـي طائفـة القبجـاق وبلـاد الصقلـب والجهاركس والروس والماجار وما جاورهم من طوائف الأمم المختلفة سكان الشمال‏.‏

فيدخل في هذه المملكة ممالك كثيرة وبلاد واسعة وأعمال شاسعة وأمم مختلفـة لا تكـاد تحصى تشتمل على بلاد غزنة والباميان والغور وخوارزم ودشت القبجاق وما وراء النهر‏:‏ نحو بخارا وسمرقنـد والصغـد والخوجنـد‏.‏

وبلـاد تركستـان وأشروسنـة وفرغانـة‏.‏

وبلاد صاغون وطراز وصريوم‏.‏

وبلاد الخطا نحو بشمالق والمالق إلى قراقـوم ومـا وراء ذلـك من بلاد الصين وصين الصين فإنها كانت في القديم بيد فراسياب بن شنك بن رستم ابن ترك بن كومر بن يافث بن نوح عليه السلام‏.‏

وهو ملك الترك في زمان موسى عليه السلام على خلاف في نسبه سبق هناك‏.‏

وأنها الآن بيد بني جنكزخان من ولد طوجي خان ابن جنكزخان‏.‏

ثم هذه المملكة بيد ثلاثة ملوك عظام من بني جنكزخان‏.‏

الأول - صاحب خوارزم ودشت القبجاق‏.‏

وتعرف في القديم بمملكة صاحب السريـر ثـم عرفت في الدولة الجنكزخانية ببيت بركة نسبة إلى بركة بن طوجي خان بن جنكزخان‏.‏

وقاعدتها مدينة السراي وهي مدينة على نهر إتل بناها بركة بن طوجي خان المقدم ذكره‏.‏

وقد تقدم الكلام على ذلك مستوفى في الكلام على المسالك والممالك‏.‏

ثم فيها جملتان‏:‏ الجملة الأولى في رسم المكاتبة إلى قانها القائم بها قال في ‏"‏ التعريف ‏"‏‏:‏ وكان صاحبهـا فـي الأيـام الناصريـة ‏"‏ يعنـي محمـد بـن قلـاوون ‏"‏ ‏"‏ أزبـك خـان ‏"‏‏.‏

وقـد خطـب إليـه السلطـان فزوجـه بنتـاً تقربـاً إليـه‏.‏

قـال‏:‏ ومـا زال بيـن ملـوك هـذه المملكـة وبين ملوكنا قديـم اتحـاد وصـدق وداد مـن أول أيام الظاهر بيبرس وإلى آخر وقت‏.‏

ثم قال‏:‏ والملك الآن فيهم ‏"‏ فـي أولـاد أزبـك ‏"‏‏:‏ إمـا تنـي بـك وإمـا جانـي بـك وأظنهـا في تني بك‏.‏

وقد تقدم أن الملك بعد أزبك كان جاني بك لا تني بك على خلاف ما ظنه في التعريف‏.‏

ورسـم المكاتبـة إلـى قانهـا الجامـع لحدودهـا قـال فـي ‏"‏ التعريف ‏"‏‏:‏ والأغلب أن يكتب إليه بالمغلي‏.‏

وذلك مما كان يتولاه أيتمش المحمدي وطاير بغا الناصري وإرغدلق الترجمان‏.‏

ثم صار يتولاه قوصـون الساقـي‏.‏

ورأيـت فـي بعـض الدساتيـر نقـلاً عـن القاضي علاء الدين بن فضل أنه كتب له مسودة على أن تكتب له بالعربي ثم بطل وكتب بالمغلي‏.‏

قال‏:‏ فإن كتب له بالعربي فرسم المكاتبة إليه ما يكتب إلى صاحب إيران‏.‏

وقد تقدم نقلاً عن ‏"‏ التعريف ‏"‏ أنه يكتب في قطع البغدادي الكامل يبتدأ فيه بعد البسملة وسطر من الخطبة المكتتبة بالذهب المزمك - بألقاب سلطاننا على عادة الطغراوات ثم تكمل الخطبـة ويفتتح ببعدية إلى أن تساق الألقاب وهي‏:‏ ‏"‏ الحضرة الشريفة العالية السلطانية الأعظمية الشاهنشاهية الأوحدية الأخوية القانية‏.‏

ولا يخلط فيها ‏"‏ الملكية ‏"‏ لهوانها عليهم‏.‏

ثم يدعى له بالأدعية المعظمة المفخمة الملوكية‏:‏ من إعزاز السلطان ونصر الأعوان وخلود الأيـام ورفع الأعلام وتأييد الجنود وتكثير البنود وما يجري هذا المجرى‏.‏

ثم يؤتى بذكر دوام الوداد والشوق ثم يذكر القصد ثـم يختـم بدعـاء جليـل وتستعـرض المراسيـم ويوصـف التطلـع إليهـا والتهافت عليها‏.‏

قال في ‏"‏ التثقيف ‏"‏‏:‏ وكان يكتب إلى أزبك فـي الأيـام الناصريـة ‏"‏ محمـد بـن قلـاوون ‏"‏ فـي ورق عـرض البغدادي الكامل‏.‏

وبعد البسملة الشريفة سطران هكذا‏:‏ بقوة الله تعالى وميامن الملة المحمدية ثم يخلى موضع بيت العلامة ثم تكتب الألقاب السلطانية وهي‏:‏ السطلان الأعظـم ‏"‏ وبقيـة الألقـاب الشريفـة علـى العـادة حسـب مـا يأتـي ذكـره‏.‏

ثم بعد الحمدلة وخطبة مختصرة جداً‏:‏ ‏"‏ فقد صدرت هذه ‏"‏ المكاتبة ‏"‏ إلى الحضرة الشريفة العالية حضرة السلطان الكبير الأخ الشفيق الالم العادل القان الأعظم الأوحد شهنشاه الملك أزبك إل خان سلطان الإسلام والمسلمين أوحد الملوك والسلاطين عمدة الملك سلطان المغل والقبجاق والترك جمال ملوك الزمـان ركـن بيت جنكزخان معز طغاج صاحب التخت والتاج عضد المتقين ذخر المؤمنين‏.‏

والدعاء بما يناسبه‏.‏

‏"‏ فإننا نخصه بالسلـام واستعلـام أخبـاره ونفـاوض علمـه الشريـف ‏"‏‏.‏

قـال‏:‏ والكتابـة بالذهـب والأسـود حسـب مـا تقـدم فـي المكاتبـة إلـى أبـي سعيـد وكـذا العنـوان‏.‏

ثـم قـال‏:‏ ولـم يكاتـب أحـد بعـده بنظيـر ذلـك‏.‏

وكـان قد ورد على الأبواب الشريفة في سنة ست وخمسين وسبعمائة كتـاب جانـي بـك ابـن أزبـك وكتـب إليه الجواب الشريف بنظير الكتاب الوارد من عنده وهو في ورق دون البغدادي بثلاث أصابع مطبوقة والافتتاح بخطبة مناسبة مكتتبة بالذهب جميعها ثم أمـا بعـد بالأسـود خـلا مـا تقـدم ذكـره فـي مكاتبـة أبـي سعيـد‏.‏

والعنـوان بالذهـب‏.‏

والـذي كتب إليه مـن الألقـاب‏:‏ ‏"‏ الحضـرة الشريفـة العاليـة السلطانية الأعظمية العالمية العادلية الأكملية القانية الأخوية العزيزية الملكية الشرفية زيدت عظمتها ‏"‏‏.‏

قال‏:‏ ولما كان في العشر الآخر من ربيع الأول سنة ست وسبعين وسبعمائة رسم لي بالكتابة إلى القان محمد ببلاد أزبك وهوالقائم مقام أزبك على ما قيل على يد رسل الأبواب الشريفة بالسلام والمودة واستعلام الأخبار ونحو ذلك فكتبت إليه في عرض البغدادي الكامل حسب ما رسم به بخطبة مختصرة بالذهب والبقيـة بالأسـود والذهـب علـى مـا تقـدم ذكـره فـي مكاتبـة القان أبي سعيد‏.‏

وكتب له من الألقاب بعد المراجعة‏:‏ ‏"‏ المقـام العالـي السلطانـي الكبيـري الملكـي الأكرمـي الأعدلـي الشمسـي شمـس الدنيا والدين مؤيد الغزاة والمجاهدين قاتل الكفرة والمشركين ولي أمير المؤمنين خلدت سلطنته ‏"‏‏.‏

والعنوان بالذهب بغير تعريف‏.‏

وعلم له في بيت العلامة الشريفة بالمغرة العراقية ‏"‏ المشتاق شعبان ‏"‏‏.‏

وهذه نسخة ما كتبت إليه بعد البسملة الشريفة‏.‏

الحمد لله الذي وهبنا ملكاً دانت له ملوك الأقطار وازدانت الأسرة والتيجان بما له من عظمة وفخار وأذعنت العظماء لعزة سلطانه الذي شمل الأولياء وقصم الأعداء ببره الجابـر وقهـره الجبار وقاد الجيوش إلى أن فتح الله على يديه الشريفتين معاقل الكفار بأمره الجـاري علـى الرقـاب وعسكـره الجـرار ومنحـه خدمـة الحرميـن الشريفيـن اللذيـن لـم يـزل لهمـا منه الانتصاب وبهما له الانتصـار‏.‏

نحمده على أن جعل مملكتنا الشريفة هي محل الإمامة العباسية فلا جحود ولا إنكار ومرتبتنا المنيفة بما عهد به إلينا أمير المؤمنين إلى قيام الساعة علية المقدار ونشكره على أن أورثنـا ملـك أسلافنـا الشهـداء فأقـر العيـون وسـر الأسرار وجعل السلطنة المعظمة في بيتنا المكرم تنتقل تنقل البدور في بروجها إلا أنها آمنة من السرار‏.‏

ونشد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك لـه شهـادة لـم نـزل قائمين بنصرتها قانتين بالإخلاص في كلمتها‏.‏

لنعد بذلك من الأبرار ونشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله المؤيد بملائكته المخصوص بنبوته ورسالته الذي عظم الله قدره علـى سائـر الرسـل كمـا جـاءت النصـوص والأخبار صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أولي الفضل الدار صلاة دائمة باقية بدوام الليل والنهار وسلم‏.‏

أما بعد فإن قلوب الأولياء وإن تناءت الأجسام متعارفة بالائتلاف متقاربة على بعد الديار حيث لا تناكر بينها ولا اختلاف لا سيما ملوك الإسلام الذين هم متحدون بالمصافة والاستسلام فإن سرائرهم لم تزل متدانية وضمائرهم متكافية هذا والمحبة لبيته الكريم قديمة والمـودة بيـن الأسلـاف لـم تـزل مستديمـة فلـم نكـن ورثنا ذلك عن كلالة بل تبعنا فيه سبيل السلف الصالـح علـى أحسـن حالـة‏:‏ لمـا هـو محكـم مـن عقـود الاتحـاد والـولاء حيث المحبة في الآباء صلة في الأبناء وكان لنا مدة مديدة وقد تأخرت رسلنا عن حضرته ولم تصدر من جهتنا الشريفة كذلك ولا وردت رسل من جهته ولم يشغلنا عن ذلك إلا مواقعة الفرنج المخذولين أعداء الدين ومقارعتهم في سائر السواحل بشدة اليأس والتمكين إلى أن أمكن الله عز وجل من نواصيهم وصياصيهم بنصر من عنده كما قال تعالى‏:‏ ‏"‏ وكان حقاً علينا نصر المؤمنين ‏"‏‏.‏

والـآن فقـد صـدرت هـذه المكاتبـة إلـى المقام العالي السلطاني - وبقية الألقاب والنعوت إلى آخرها حسب ما تقدم ذكره - تخص مقامه بسلام ارق من النسيم وألطف مزاجاً من التسنيم وثناء قـد أزرى نشـره بالعبير وسرى بشره فغدت تتهلل به الأسارير‏.‏

وتبدي لعلم المقام العالي زيدت معدلته أنه لما يبلغنا من عدل الحضرة الشريفـة وإنصافـة للرعايـا وتأميـن سبـل الجـور المخيفـة وسلوكه سنن الإحسان وتأكد عقود المحبة على عادة من سلف في سالف الزمان قصدنـا مفاتحته بهذه المكاتبة وأردنـا بدائتـه بهـذه المخاطبـة ليعلـم مـا نحـن عليـه مـن صحيـح الـوداد وأكيد الاتحاد وجميل الاعتقاد وحسن الموالاة الخالصة من شوائب الانتقاد وجهزنا بها رسلنـا فلان وفلان ومن معهما نستدعـي وده ونستدنـي ولاءه الـذي أحكـم عقـده تأكـد المصافـاة بيـن هاتين الدولتين والمخالصة من كلتا الجهتين والموالاة بين المملكتين ويأمر المقام العالي لا زال عالياً بتـردد التجـار مـن تلكـم الديـار والمواصلـة بالأخبـار علـى حسـب الاختيـار ومتابعة الرسل والقصاد على أجمل وجه معتاد‏.‏

وقد وجهنا إلى المقام العالي أعلى الله شأنه صحبة رسلنا المذكورين من الأقمشة السكندري وغيرها على سبيل الهدية والمواهب السنية ما تضمنته الورقة المجهزة طيها فليأمر المقام العالي دامت معدلته بتسليم ذلك ويتيقن وفور المحبة من سلطاننا المالك وتأكد أسباب المودة على أجمل المسالك والله تعالى يجمل ببقاء سلطانه ملك الممالك ويديم عدله المبسوط على الأولياء ويرمـي ببأسـه الأعـداء فـي مهـاوي المهالـك ويخلد ملكه الذي تفتخر بالملك من مقامه العالي السرر والأرائك بمنه وكرمه إن شاء الله تعالى‏.‏

واعلـم أن صاحب ‏"‏ التثقيف ‏"‏ قد ذكر أن المكتوب إليه بهذه المكاتبة هو القائم مقام أزبك وأن اسمـه محمـد وأن المكاتبـة إليه كانت في سنة ست وسبعين وسبعمائة‏.‏

وقد تقدم ذكر من ولي هذه المملكة بعد أزبك ولم يكن فيهم من اسمه محمد‏.‏

وقد كان القائم بهذه المملكة في سنة سـت وسبعيـن المذكـورة اسمـه ‏"‏ أرص ‏"‏ وهـو الـذي انتـزع المملكـة من أيبك خان المقدم ذكره وأصله من خوارزم على ما ذكره في الكلام على المسالك والممالك فيحتمـل أن يكـون اسمـه محمـد وأرص لقـب عليـه كمـا كـان خدابنـدا والـد أبـي سعيـد مـن ملـوك إيران اسمه محمد ولقبه خدابندا‏.‏

والأمر في ذلك راجع إلى النقل والله سبحانه وتعالى أعلم‏.‏

قلـت‏:‏ وقـد كتـب فـي الدولـة الناصرية ‏"‏ فرج ‏"‏ بن الظاهر برقوق للقان القائم بها في سنة اثنتي عشـرة وثمانمائـة في قطع البغدادي الكامل من الورق المصري المعمول على هيئة البغدادي ابتدئ فيه بعد خمسة أوصال بياض بالبسملة في أعلى الوصل السادس ببياض من جانبيها عرض إصبعين من كل جهة والسطر الثاني على سمته في آخر الوصل بخلو بياض من الجانبين بقدر السطر الأول والطغراة بينهما بألقاب سلطاننا على العادة مكتوبة بالذهب بالقلم المحقق مزمك بالسواد بأعلى الطغراة قدر عرض ثلاثة أصابع بياضاً ومثل ذلك من أسفلها وباقي السطور بهامش من الجانـب الأيمـن علـى العـادة وبيـن كـل سطريـن قـدر نصـف ذراع القمـاش القاهـري والأسمـاء المعظمـة‏:‏ من اسم الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم واسم سلطاننا والسلطان المكتـوب إليـه والضميـر العائد على واحد منهما بالذهب المزمك كما تقدم تقريره في الكلام على مكاتبة صاحب إيران في القديم‏.‏

وهذه نسخة مما أنشأته كتبت بإشارة المقر العالي الفتحي‏:‏ صاحب ديوان الإنشاء الشريـف وهي‏:‏ الحمد لله مؤيد سلطاننا ‏"‏ الناصر ‏"‏ بعزيز نصـره ورافـع قـدر مقامنـا الشريـف بإعـلاء منـاره وإعظام ذكره ومشيد أركان ملكنا الشامخ بإسعاد جده العالي والله غالب على أمره‏.‏

نحمده على ما جنب من مواقع الحرج وجعل أمور رعايانا بمعدلتنا الشريفة بعد الضيـق إلـى فـرج ونشهـد أن لا إلـه إلا اللـه وحـده لا شريـك لـه شهـادة يتوارثهـا عظمـاء الملـوك كابراً عن كابر ويتناقلها منهم الخلف بعد السلف فيسندها الناصر عن الظاهر ونشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسولـه أفضـل نبـي جمـع بعمـوم دعوتـه مفتـرق الأمم ووفق بحنيفي ملته بين أقيال العرب وأساورة العجم صلى الله عليه وعلى آله صحبه الذين آخى بينهم فسن المؤاخاة ونقى من نغل الضغائن صدورهم ففازوا بأكمل المصافاة وأتم الموافاة صلاة تسير بفضلها الركائب وتترنم بذكرها الحداة فتعم نفحاتها المشارق والمغارب وسلم تسليماً كثيراً‏.‏

أما بعد فإن الأرواح إذا تمازحت تناجت بالضمائر والقلوب إذا تآلفت اغتنت بشواهد الحال عن إبراز ما في السرائر والأجساد إذا تباعدت تعللت بالمكاتبات في بلوغ الأوطار والديار إذا تنـاءت اكتفـت بالمراسلـة عـن تقـارب الـدار والمـودة إذا صفـت لا يؤثـر فيهـا البعـاد والمحبة إذا صدقـت لا تـزال كـل يـوم فـي ازديـاد ‏"‏ والـأذن تعشـق قبل العين أحياناً ‏"‏ والوصف يحرك من الشوق أغصاناً وأفناناً‏.‏

هذا وإن أحق ما اتخذته الملوك ذريعة لدواعي الابتهاج وأهم ما اهتم به متخت بتخت أو متوج بتاج إحياء مذاهب الملوك السالفة في الواد واقتفاء آثارهم الجميلة في موارد المكاتبات علـى التنائـي والبعـاد ومـن ثـم صـدرت هـذه المكاتبـة إلـى المقـام العالي السلطاني الكبيري الأخـوي الفلانـي ركـن الملـة الإسلاميـة عمـاد المملكة الجنكزخانية ذخيرة الدين خليل أمير المؤمنين - زيدت عظمته ودامت معدلته - تخصه بسلام تهب به الجنوب فتؤثر به في الشمال القبـول وتخـص بـه إلـى السـراي سراها ليكون لها ببيت بركة أشرف قدم وأكرم وصول وتمد على خوارزم والدشت فضل رواقه المديد وتنشر على مملكة السرير لواءه فيعم ما بين جيحون وطرنـا ويشمـل مـا بيـن الخطـا والبـاب الحديد‏.‏

وتناجي علمه الشريف بأنه غير خاف عن شريف مقامه أن من سلف من ملوك مملكتنا العالية الذرى والمملكة القانيـة المرفوعـة الذكـر رفـع نـار القرى لم تزل ملوكهم مجتمعة مع تنائي الديار مؤتلفة على المحبة وإن شط المزار محافظين على تتابع الرسل وإن حال دونهم الصفاح مثابرين على توارد الكتب ولو على أجنحة الطير ومتون الريـاح وقـد مضـت مـدة مديـدة لـم يقـدم علينـا مـن المقام الشريف - عظم الله تعالى شأنه - رسول يطفئ لواعج الاشتياق ولا ورد عنه كتاب يتعلل المحب بتلقيه عن حقيقة التلاق بل سد باب المكاتبة حتى كأن المكاتبة لم تخلق وأغلق باب المراسلة وإن كان باب المحبة - بحمد الله - لم يغلـق فطمـح بخاطرنا الشريف طامح الشوق المتزايد وحملنا موصول المحبة المستغني بمواصلته عن الصلة والعائد أن نفاتح المقام العالي دامت معدلته بهذه المفاوضة‏:‏ لتجدد مـن العهـود القديمـة رسومهـا وتطلـع مـن مشـارق المخاطبـة نجومهـا وتنسخ آية الهجران وتمحوها وتصقل مرآة المصافـاة وتجلوهـا وتستجلـب الأنـس وإن صـح الميثـاق وتذكـر الخواطـر الـوداد وإن ثبتـت منـه الأصول ورسخت الأعراق وتنوب عن نظرنا الشريف في مشاهدة محياه الكريم ومصافحة كفه التي حديث ودها قديم وتستطلع أخباره وتستعرض على تعاقب الأزمان أوطاره‏.‏

وقد اخترنا لتبليغ رسالتها وأداء أمانتها المجلس السامي المقرب الأمين خواجا فلان أعـزه اللـه تعالى وحملنـاه مـن السلـام مـا يهتـدي بضوئـه السـاري ويفـوق بعرفـه العنبـر الشحـري والمسـك الـداري‏:‏ ليحكـم بحسـن السفـارة مـن المخالصـة مبانيهـا ويعقـد منها بمتابعة الرسل والقصاد أواخيها وجهزنا صحبته كذا وكذا على سبيل الهدية المندوب بذلها وقبولها والحاكم بصحة عقد المحبة كثيرها وقليلها والله تعالى يزيد فـي ارتفـاع قـدره الخطيـر ويحـوط بـه مـن ملكـه الجنكزخاني ما يحقق أنه صاحب التاج والسرير‏.‏

الجملة الثالثة في رسم المكاتبة إلى من انطوت عليه هذه المملكة من الأتباع والحكام وهم على أصناف الصنف الأول كفال المملكة قد تقدم أن ترتيب هذه المملكة في أمراء الألوس والوزير نحو مملكة إيران وإن لم يكن لأمير الألـوس ولوزيـر بهـذه المملكـة من نفاذ الأمر نظير ما هنالك‏.‏

ومقتضى ذلك أن يكونا منحطين في الرتبـة عـن أمـراء الألـوس بإيـران والوزيـر بهـا وهذه الرسوم التي وقعت في مكاتباتهم على ما أورده وأمراء الألوس أربعة أكبرهم يسمى بكلاري بك بمعنى أمير الأمراء كما تقدم في مملكة إيران‏.‏

فقد ذكر في ‏"‏ التثقيف ‏"‏ أنه كـان منهـم فـي سنـة اثنتيـن وثمانيـن سبعمائـة قطلوبغـا إينـاق وأنـه كتـب إليـه في عاشر جمادى الآخرة منها ما صورته‏:‏ ‏"‏ ضاعـف اللـه تعالـى نعمـة الجنـاب العالـي الأميـري الكبيـري العالمـي العادلـي المؤدي العوني الزعيمي الممهدي المشيدي الظهير النويني السيفي عز الإسلام والمسلمين سيـف الأمـراء فـي العالمين نصرة الغزاة والمجاهديـن زعيـم الجيـوش مقـدم العساكـر كهـف الملـة ذخـر الدولـة ظهيـر الملوك والسلاطين سيف أمير المؤمنين ‏"‏‏.‏

ثـم الدعـاء والعلامـة ‏"‏ أخـوه ‏"‏ وتعريفـه ‏"‏ قطلوبغـا إينـاق نائـب القان جاني بك ‏"‏‏.‏

ثم ذكر أن الأمر كان عند القان محمد بمثابة الأمير يلبغـا العمـري يعنـي الخاصكـي بالأبـواب السلطانية بالديار المصرية وأنه استحدثت المكاتبة إليه في سنة ثالث وسبعين وسبعمائة وأنه كتب إليه في قطع الثلث ما صورته‏:‏ ‏"‏ أدام اللـه تعالـى نعمـة الجنـاب العالي الأميري الكبيري العالمي المجاهدي المؤيدي الذهري النصيري الهمامي المقدمي النويني السيفي عـز الإسلـام والمسلميـن سيـد الأمـراء فـي العالميـن نصـرة الغـزاة والمجاهديـن مقـدم العساكر ذخر الدولة عضد الملوك والسلاطين حسام أمير المؤمنين ‏"‏‏.‏

والدعاء المناسـب‏.‏

والعلامـة ‏"‏ والـده ‏"‏‏.‏

وتعريفـه ‏"‏ ممـاي ‏"‏‏.‏

وفـي هـذا نظـر‏:‏ لأنـه إذا كـان بمثابة ما كان عليه يلبغا بالديار المصرية فمقتضاه أن يكون أكبر أمرائه‏.‏

وإذا كان كذلك فكيف يكتب إليه دون أمراء الألوس فقد تقدم أنه يكتب إليهم‏:‏ ‏"‏ ضاعف الله تعالى نعمة الجناب العالي ‏"‏‏.‏

الوزيـر بهـذه المملكـة‏.‏

قـد ذكـر في ‏"‏ التثقيف ‏"‏ أن الوزير بها كان اسمه محموداً ولقبه حسام الدين وكان يعرف بمحمود الديوان‏.‏

وذكر أن رسم المكاتبة إليه في قطع الثلث ما صورته‏:‏ أدام اللـه تعالـى نعمـة المجلـس العالـي الآمري الكبيري الذخري الأوحدي الأكملي المتصرفي العوني الوزيري الحسامي مجد الإسلام والمسلميـن شـرف الأمـراء والـوزراء فـي العالميـن جمـال المتصرفين أوحد الأولياء المقربين ذخر الدولة مشير الملوك والسلاطين‏.‏

ثم الدعـاء والعلامـة ‏"‏ والده ‏"‏‏.‏

وتعريفه ‏"‏ خواجاً محمود وزير المملكة القانية ‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ وقد علمت أن المكاتبة إلى أمراء الألوس والوزير بهذه المملكة دون المكاتبة إلى أمراء الألوس والوزير بمملكة إيران فقد تقدم أن المكاتبة إلى بكلاري بك أكبر أمراء الألوس بمملكة إيـران‏:‏ ‏"‏ أعـز اللـه تعالـى نصـر المقـر الكريـم ‏"‏‏.‏

وإلـى الثلاثـة الذيـن دونـه‏:‏ ‏"‏ أدام اللـه تعالـى نصـر الجنـاب الكريم ‏"‏ ثم استقر ‏"‏ أعز الله تعالى أنصار الجنـاب الكريـم ‏"‏‏.‏

وأن المكاتبـة إلـى الوزيـر‏:‏ ‏"‏ ضاعـف اللـه تعالـى نعمـة المجلس العالي ‏"‏‏.‏

والمعنى في ذلك ما تقدم من أنه ليس لأمراء الألوس والوزير بهذه المملكة من التصرف ما لأمراء الألوس والوزير من التصرف بتلك المملكة‏.‏

قجا علي بك بهذه المملكة‏.‏

قال في ‏"‏ التثقيـف ‏"‏‏:‏ وهـو ممـن استحدثـت المكاتبـة إليـه فـي سنـة خمـس وستين وسبعمائة‏.‏

ورسم المكاتبة إليه فيما ذكره في ‏"‏ التثقيف ‏"‏ الاسم و ‏"‏ السامي ‏"‏ بالياء وتعريفه بالاسم‏.‏

الصنف الثاني الحكام بالبلاد بهذه المملكة وها أنا أذكر من ذكر المكاتبة إليهم منهم في ‏"‏ التثقيف ‏"‏‏.‏

الحاكم بالقرم‏:‏ وهو إقليـم شمالـي بحـر نيطـش‏.‏

وقاعدتـه مدينـة صلغـات وهـي مدينـة علـى نصف يوم من البحر وقد غلب عليهـا اسـم القـرم‏.‏

وقـد ذكـر فـي ‏"‏ التثقيـف ‏"‏ أن الحاكـم بهـا فـي سنـة خمسيـن وسبعمائـة كـان اسمـه زيـن الديـن رمضـان ثـم استقـر بعـده علـي بـك ابن عيسى بن تلكتمر‏.‏

وقـد رأيـت فـي بعـض التواريـخ أن الحاكـم بهـا فـي حـدود سـت وسبعيـن وسبعمائـة كـان مامـاي المقدم ذكـره‏.‏

وقـد فـي ‏"‏ التثقيـف ‏"‏ أن رسـم المكاتبـة إلـى الحاكـم بهـا فـي قطـع العادة والعلامة ‏"‏ أخوه ‏"‏ و ‏"‏ صدرت ‏"‏ و ‏"‏ العالي ‏"‏‏.‏

والذي رأيته فـي دستـور يعـزى فـي الأصـل للمقـر العلائـي بـن فضـل اللـه أنـه يكتب إليه في قطع الثلث وأن المكاتبة إليه ‏"‏ السامي ‏"‏ بالياء‏.‏

وتعريفه ‏"‏ الحاكم بالقرم ‏"‏‏.‏

الحاكم بأوزاق‏:‏ وهي مدينة على بحر مانيطش المقدم ذكره في الكلام على المسالك والممالك‏.‏

وهو المعروف الآن ببحر الأزق وهي عن القرم في جهة الجنوب والشرق وبينهما نحو خمس عشرة مرحلة‏.‏

قال في ‏"‏ التثقيـف ‏"‏‏:‏ ورسـم المكاتبـة إلـى الحاكـم بهـا مثـل الحاكـم بالقـرم علـى السـواء‏.‏

والذي رأيته في الدستور المقدم ذكره أنه في قطع الثلث ‏"‏ السامي ‏"‏ بالياء كما في الحاكم بالقرم‏.‏

الثاني من ملوك توران من بني جنكزخان صاحب ما وراء النهر وقاعدة ملكه في القديم بخارا والآن سمرقند‏.‏

ومن مضافاتها غزنة وما والاهـا مـن متاخـم الهند‏.‏

وقد تقدم الكلام عليها مستوفى في الكلام على المسالك والممالك‏.‏

وقـد ذكـر فـي ‏"‏ التعريف ‏"‏ أن آخر ما استقرت لترماشيرين وكان حسـن الإسلـام عـادل السيـرة طاهـر الذيـل مؤثراً للخير محباً لأهله مكرماً لمن يرد من العلماء والصلحاء وطوائف الفقهاء والفقراء‏.‏

قال‏:‏ وكتب إليه رسم المكاتبة إلى صاحب إيران‏.‏

وقد تقدم في الكلام على المكاتبة إلى صاحب إيران نقلاً عن ‏"‏ التعريف ‏"‏ أنه يكتب إليه في قطع البغدادي الكامل يبتدأ فيه بعد البسملة وسطر من الخطبة الغراء المكتتبة بالذهب المزمك بألقاب سلطاننا على عادة الغراوات ثـم تكمـل الخطبـة ويفتتـح ببعديـة إلـى أن تسـاق الألقـاب وهـي‏:‏ ‏"‏ الحضـرة العاليـة السلطانية الأعظمية الشاهنشاهية الأوحدية الأخوية القانية الفلانيـة ‏"‏‏.‏

ولا يخلـط بهـا ‏"‏ الملكيـة ‏"‏ لهوانهـا عليهم ثم يدعى له بالأدعية المفخمة الملوكية‏:‏ من إعزاز السلطان ونصر الأعوان وخلود الأيام ونشر الأعلام وتأييد الجنود وتكثير البنود وغير ذلك مما يجري هذا المجرى‏.‏

ثم يقال ما فيه التصريح والتلويح بدوام الوداد وصفاء الاعتقاد ووصف الأشواق وكثرة الأتواق ومـا هـو مـن هذه النسبة ثم يؤتى على المقاصد ويختم بدعاء جليل وتستعرض المراسيم والخدم ويوصف التطلع إليها ويظهر التهافت عليها وأنه تكتب جميع خطبة الكتـاب وطغـراه بالذهـب المزمـك وكذلك كل ما وقع في أثنائه من اسم جليل وكل ذي شأن نبيل‏:‏ من اسم الله تعالى أو لنبيه صلى الله عليه وسلم أو ذكر الإسلـام أو ذكـر سلطاننـا أو السلطـان المكتـوب إليـه أو مـا هـو متعلق بهما مثل لنا ولكم وكتابنا وكتابكم جميع ذلك يكتب بالذهب وما سواه بالسواد‏.‏

وأن العنـوان يكـون بالألقـاب إلـى أن ينتهـي إلـى اللقـب الخاص ثم يدعى له بدعوة أو اثنتين نحو أعز الله تعالى سلطانها وأعلى شانها ونحو ذلك‏.‏

ثم يسمى اسم السلطان المكتوب إليه ثم ‏"‏ يقال ‏"‏ خان‏:‏ مثل أن يقال‏:‏ ترماشيرين خان ويطمغ بالذهب طمغات عليها ألقاب سلطاننا تكون على الأوصال يبدأ بالطمغة على اليمين في أول وصل وعلى اليسار في ثاني وصل ثم على هذا النمـط إلـى أن ينتهـي في الآخر إلى اليمين ولا يطمغ على الطرة البيضاء‏.‏

والكاتب يخلي لمواضع الطمغة مواضع الكتابة تارة يمنة وتارة يسرة إلى غير ذلك مما سبق القول عليه‏.‏

قلت‏:‏ وآخر ما استقرت هذه المملكة لتمرلنك وتمر اسمه الذي هو علم عليه ومعناه بالتركية حديـد‏.‏

ولنـك لقـب عليـه ومعناه بالفارسية أعرج‏:‏ لأنه كان به عرج ظاهر ولذلك تسميته الترك تمر أقصق إذ أقصق عندهم بمعنى أعرج‏.‏

وهو يتسمى في كتبه تيموركوركان‏.‏

ومن هذه المملكـة أنسـاب علـى بلـاد إيـران حتى استولى على جميعها وسار إلى بلاد الهند فاستولى عليها ثـم طـاح إلـى الشـام في سنة ست وثمانمائة وعاث فساداً وخرب وأفسد ولقيه السلطان ‏"‏ الملك الناصر ‏"‏ فرج ابن الظاهر برقوق صاحب مصر والشام على دمشق وجرت بينهما مراسلة ثم طرأ للسلطان الناصر ما أوجب عوده إلى مصر لأمر عرض له من جهة بعض أمرائه وبقى تمرلنك نازلاً بالشام محاصراً لدمشق إلى أن خدع أهلها وفتحها صلحاً ثم غدر بهم ونهبها وسبى حريمها ثم حرقها بعد ذلك بعد أن أسرف في القتل وأثخن في الجراج وأمعن في الأسر‏.‏

وللمكاتبة إليه حالتان‏:‏ الحالـة الأولـى - حيـن كـان السلطـان الملـك الناصـر فـرج - عـز نصـره - بالشـام محاربـاً لـه وكتبـه حينئـذ ترد في القطع الصغير على ما سيأتي ذكره وكان يكتب إليه حينئذ في قطع‏.‏

مما فات المؤلف رحمه الله تعالى ما كتب عن مولانا الشهيد الملك الظاهر أبي سعيد برقوق تغمده الله تعالى برحمته ورضوانه فـي جـواب الأميـر تمرلنـك المدعـو تيمـور عـن الكتـب الـواردة منـه قبـل ذلـك - من إنشاء المرحوم المقر البدري محمد ابن المرحوم المقر العلائي علي ابن المرحوم المقـر المحيـوي يحيـى بـن فضـل اللـه العمـري العـدوي القرشـي رحمهـم اللـه تعالـى - فـي سنة ست وتسعين وسبعمائة عند سفر مولانا السلطـان المشـار إليـه إلـى حلـب المحروسـة لملتقـى المذكـور فـي قطـع الثلـث بغيـر علامة وسعة ما بين السطور قدر عرض الإصبعين‏.‏

والطرة وصلـان طولهمـا نحـو الـذراع الهاشمـي وكـان عنـوان كتاب تمرلنك الذي ورد آخراً وهو الذي اقتضى الحركة الشريفة والجواب المشار إليه‏.‏

سلام وإهداء السلام من البعد دليل على حسن المودة والعهد فكتب العنوان الشريف‏:‏ طويل حياة المرء كاليوم في العد فخيرته أن لا يزيد عـن الحـد‏!‏ فـلا بـد مـن نقـص لكـل زيـادة لأن شديد البطش يقتص للعبد‏!‏ بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله العلي الشان العظيم السلطان العميم الإحسان العليم بما كان ومـا يكـون فـي كـل زمان ومكان تاهت في ميادين فلوات معرفته سوابق جياد الأفهام وتدكدكت لهيبـة جلالـه جبال العقول والأوهام وصلى الله على سيدنا محمد حبيب الرحمن وسيد الأكوان وصاحب المعجزات والبرهان المبعوث إلى الخلق أجمعين من الإنس والجان والمنعوت بالفضل العميم والخلق العظيم في التوراة والإنجيل والزبور والفرقان وعلى آله وصحبـه الغـر الكـرام الحسـان وعلـى التابعين لهم بإحسان وسلم تسليماً كثيراً ما تعاقب الحدثان‏.‏

وبعد فقد وصل إلى أبوابنا الشريفة العالية كل ما جهزته أولاً وآخراً يا أمير تيمور من كتاب وأحاطـت علومنا الشريفة بما فيها من كلام وخطاب وقصد وعتاب وإرعاد وإرغاب وإرعاب‏.‏

فأما مـا ذكرتـه فـي أول كتبـك مـن ألقابنـا الشريفـة بالتعظيـم والتبجيـل والتفخيـم فقـد علمنـاه وعرفناه ولكن وجدنا الكلمتين اللتين في الطمغات آخر الكتب وهما راستي رستي منافيتين لذلك التعظيم وهـذا غيـر مستقيـم لأنـه متناقـض غيـر متناسـب فعجبنـا مـن هـذا التناقـض الواضح والتخالف الفاضح وفي المثل السائر‏:‏ ‏"‏ أصلح وقابل وأفسد وقابل ‏"‏‏.‏

وأمـا إرسالـك السيف والتركاش لنا فقد تعجبنا منه إلى الغاية وأنكرناه إلى النهاية‏:‏ لأنك لم تزل في كتبك كلها تستشهد بتاريخ جنكزخان وأخباره وأحواله وتقتدي به في أقواله وأفعاله وما سمعنـا في التواريخ ولا اتفق قط من جنكزخان ولا ممن تقدمه وتأخره من ملوك مملكته في زمن مـن الأزمـان أنـه أهـدى إلى خادم الحرمين الشريفين سيفاً ولا تركاشاً ما اختلف في ذلك اثنان‏.‏

فإرسالهما منك إلينا هل هو من باب المحبة أو لا وإن كان تخويفاً فنحن ما نخاف من سيفك وتركاشك بعناية الله العظيم الأعلى‏.‏

السيف والرمح والنشاب قد علمت منا الحروب فسلها فهي تنبيكا‏!‏ إذا التقينا تجـد هـذا مشاهـدة في الحرب فاثبت فأمر الله آتيكا‏!‏ بخدمة الحرمين الله شرفنا فضلاً وملكنا الأمصار تمليكا‏!‏ وبالجميـل وحلـو النصـر عودنا خذ التواريخ واقرأها تلبيكا‏!‏ والأنبياء لنا الركن الشديد فكم بجاههم من عدو راح مفلوكا‏!‏ ومـن يكـن ربـه الفتـاح ناصره ممن يخاف وهذا القول يكفيكا‏!‏ وقد أجبناك عن السيف والتركاش فيما مضى قبل هذا الوقت وتقدم فاعرف ذلك واعلم‏.‏

وأما ما ذكرته من قولـك‏:‏ إنـك فتحـت معنـا بـاب المحبـة والـوداد والصحبـة والاتحـاد لا بـاب المخاصمة والمشاورة والعناد فقد علمنا ذلك وفهمناه‏.‏

والذي نعرفك به أن الذي وقع منـك بخلاف ما قلت‏:‏ لأنك لو كنت صادقاً في قولك كنت لما حضر إليك شكر أحمد وأرغون السلامي اللذان هما من بعض ممالكينا ومن جملة رعايانا أمسكتهمـا وجهزتهمـا إلينـا بعـد أن قيدتهما فما فعلت ذلك بل عملت بالضد منه لأنك آويتهما وحميتهمـا وعظمتهمـا وأكرمتهمـا وجعلتهما من خواصك وأحبابك وأوليائك وأصحابك‏.‏

وأيضاً توجه إليه صولة بن حيار الذي هو قطعة هجان من هجانتنا فأكرمته وألبسته التاج وعظمته وبعثـت معـه خلعـة إلـى نعيـر المذكور وإلى غيره من عربانه ووعدته بالتقدمة والإمارة بالتصرح العظيم لا بالتلويح والإشارة وكتبت إليه كتاباً ما تركت فيه ولا خليت وأظهرت كل ما كان عندك وما أبقيت فجهزه إلينا وقرء على مسامعنا الشريفة كلمة كلمة وعرفنا واضح معناه ومبهمه وها نحن نشرحه لك لتعلم وتتحقق أنه واصل إلينا واطلعنا عليه وما خفي أمره علينا‏.‏

وهذا نصه‏:‏ دام دولته الأمير الكبير المعظم أمير نعير أدام ‏"‏ الله ‏"‏ دولته شمساً‏.‏

نعرض لعلو علومه المحروسة أنه قد اتصل بنا طردك عن الشام ومعاملتهم معك غير الواجب‏.‏

حال وقوفك على هذا المثال تسرع فـي الوصول إلينا بحيث نعطيك ما أعطي المرحوم عمك أمير سليمان طاب ثراه ونجعلك مقدم العساكر المنصورة وبهذا برز الحكم المطـاع مـن الحضـرة العاليـة ففـي عـزم العساكـر والجيـوش المعظمة الوصول إلى أطراف البلاد شرقاً وغرباً ورومياً من سائر النواحي والأمصار والبلاد والأقطار وإن أبطأ ركابك عن الوصول فنحن واصلون إليكم في طريقنا إلى مصر وغيره ولا يبقى لطاعتك مزية ولا منة فيكون ذلـك علـى الخاطـر المبـارك‏.‏

فينبغـي أن لا يكـون جـواب الكتاب إلا قدوم الركاب ففيـه لكـم الفوائـد العظيمـة والعطايـا الجسيمـة ومـع ‏"‏ ذلـك ‏"‏ إصابـة الرأي منكم تغني عن تأكيد الوصية إليكم ومهما عرض من المهام يقضى حسب المراد منهج السداد والله الموفق‏.‏

وبحاشية الكتاب المذكور ما نصه‏:‏ وقد كتبنا إلى السلطان أحمد أن يصل إلينا فانظر كيف كان عاقبة أمره فينبغي أن تتوجـه أو يتوجه بعض أولادك إلينا لأجل مصالحك كافة‏.‏

فيا أمير تيمور لو كنت صادقاً وكلامك بالحق ناطقاً ما وقع منك مثل هذا ولا صدر ولا اتفق بل ولا ببالك خطر ولكن كل ما يكون في خاطر الإنسان يظهر من الكلام الذي يخرج من فيه وكل وعاء ما ينضح إلا بما فيه‏.‏

يا فاعلاً بالضد من قوله فعل الفتى دال على باطنه والمرء مجزي بأعماله إذا أظهرت ما كان فـي كامنـه وأمـا طلبك منا السلطان أحمد الحلايري غير مرة فقد علمناه‏.‏

ولكن عرفنا يا أمير تيمور إيش عمـل بـك حتـى حلفـت له عدة مرار بأيمان الله تعالى العظيمة وأعطيته العهود والمواثيق بأنك ما تتعـرض إليه ولا إلى مملكته ولا توافيه ولا تشوش عليه حتى اطمأن بأيمانك وركن إليك وأحسن ظنه فيك ووثق بك واعتمد عليك فخنته وغدرته وأتيته بغتـة علـى حيـن غفلـة وبدرتـه وأخذت مملكته وبلاده وأمواله وأولاده‏.‏

وأعظم من ذلك أنك أخذت أيضاً حريمه وهن في عقد نكاحه وعصمته وأعطيتهن لغيره وقد نطق الكتاب والسنة بتحريم ذلك وعظم ذنب فاعله وقبيح جرمه ففي أي مذهب من المذاهـب يحـل لـك أخـذ حريـم المسلميـن وإعطاؤهـن لغيـر أزواجهن من المفسدين الظالمين وهن في عصمة أزواجهن وعقد نكاحهن إن هذا لهو البلاء المبين وكيف تدعي أنـك مسلـم وتفعـل هـذه الفعـال عرفنـا فـي أي مذهـب لـك هـذا حلـال فأعمالك هذه كلها منافية لدعواك بل منافية لدين الإسلام وشرع سيدنا محمد عليه أفضـل الصلاة والسلام‏.‏

قال الله تعالى‏:‏ ‏"‏ ومن لم يحكـم بمـا أنـزل اللـه فأولئـك هـم الكافـرون ‏"‏ وقـال‏:‏ ‏"‏ ومـن لـم يحكم بما أنزل اللـه فأولئـك هـم الظالمـون ‏"‏ وقـال‏:‏ ‏"‏ ومـن لـم يحكـم بمـا أنـزل اللـه فأولئـك هـم الفاسقـون ‏"‏ وقـال عـز وجـل‏:‏ ‏"‏ ومـن يتعـد حـدود اللـه فقـد ظلـم نفسـه ‏"‏ وقـد بيـن لنـا الخيـر والشـر والحلال والحرام وأهلها فقال‏:‏ ‏"‏ إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عـن الفحشـاء والمنكـر والبغي ‏"‏ وقال تعالى‏:‏ ‏"‏ ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة ومقتـاً وسـاء سبيـلا ‏"‏ وقـال تعالـى‏:‏ ‏"‏ قـد أفلـح المؤمنـون الذيـن هـم فـي صلاتهـم خاشعـون والذيـن هـم عن اللغو معرضون والذين هم للزكاة فاعلون والذيـن هـم لفروجهـم حافظـون إلا علـى أزواجهـم أو مـا ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلـك فأولئـك هـم العـادون ‏"‏ وقـال رسـول اللـه صلـى اللـه عليـه وسلـم‏:‏ ‏"‏ كـل المسلـم علـى المسلم حرام دمـه ومالـه وعرضـه ‏"‏‏.‏

وقـال عليـه السلـام‏:‏ ‏"‏ المسلـم مـن سلـم المسلمـون مـن يـده ولسانـه ‏"‏‏.‏

ففـي أي مذهب من دين الإسلام تستحل هذه المحرمات العظيمة والمنكرات القبيحة الشنيعة الجسيمة التي يهتز لها العرش ويغضب الله عز وجل لها ورسله والملائكة والناس أجمعون وما كفى ما فعلت مع القان أحمد المشار إليه حتى تطلبه منا اعلم أن القان أحمد المشار إليه قد استجار بنا وقصدنا وصار ضيفنا وقد ورد‏:‏ من قصدنا وجب حقه علينا‏.‏

وقال تعالـى لسيـد الخلـق أجمعيـن فـي حـق الكفـار الـذي هم أنحس الناس‏:‏ ‏"‏ وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ‏"‏ فكيف بالمسلمين إذا استجاروا بالمسلمين كيف بالملـوك أبنـاء ملـوك المسلميـن الذيـن لأسلافهـم الكرام معنا ومع ملوك الإسلام خدام الحرمين الشريفين صحبـة ومحبـة وأخـوة فـي اللـه تعالـى ولـو لـم يكـن ذلـك كيـف يجـوز فـي شـرع المـروءة والنخـوة الوفـاء أن نسلم ضيفنا ونزيلنا والمستجير بنا خصوصاً وجنسنا جركس جنس ملوك الإسلـام السالفيـن خدام الحرمين الشريفين الذين اتفق لهم مع التتار ما تشهد به التواريخ ومن عادتنا وشأننـا وطباع جنسنا أننا لا نسلم ضيفنا ولا نزيلنا ولا من استجار بنا لأحد‏.‏

وإن كنت ما تصدق ذلك فعندك من هم من جنسنا سلهم يعرفوك فنحن لا يضام لنا نزيل ونقري الضيف ونعامله إنا ذوو الفضل الغزير الـوارف أبوابنا هي ملجأ للخائف‏!‏ نقري الضيوف ولا يضام نزيلنا شيم ورثنا فضلها عن سالف‏!‏ وكليمة تكفي الذي هـو عاقـل والرمز تصريحاً غدا للعارف‏!‏ وقولك‏:‏ إن العادة كانت جارية بين من سلف من ملوك الإسلام وملوك التتار أنه من هرب من جهة إلى أخر يمسكه الملك الذي يهرب إليه ويقيده ويجهزه إلى الملك الذي هرب من عنده وأن دمرداش بن جوبان لما هرب في الزمن الماضي من ملكه وجاء إلى سلطان مملكتنا المعظمة المشرفة أمسكه وقيده وأرسله إليه فقد علمناه وليس هذا الذي قلته وحكيته بصحيح لأن الذي وقع واتفق بخلافه‏:‏ وهو أن أميراً من أمراء السلطان الملك الناصر كان يسمى قراسنقر هرب من عنده وراح إلى أبي سعيد فقطع رأسه وجهزه إلى الملك الناصر‏.‏

وأما دمرداش المذكـور فالملـك الناصـر مـا أرسلـه إلـى أبي سعيد مثل ما قلت وما مات دمرداش المذكور إلا في مصـر المحروسة فليكن ذلك في علمك ثابتاً وعلى كل حال فكلامك حجة عليك لا لك‏:‏ لأنك قد أويت شكر أحمد وأرغون السلامي وأكرمتهما وقربتهما وكذلك كل من حضر إليك من مماليكنا ورعايانا وخدمنا من أهل مملكتنا فلو أسمكتهم وقيدتهم وجهزتهم إلينا كنـت تكـون صادقـاً فـي قولـك وكنـت إذا طلبـت منـا أحـداً مـا تلـام علـى طلبه فكيف وأنت البادي وأما قولك‏:‏ إن صاحب تكريت كان حرامياً قاطع طريق ففعلت معه ما فعلت مقابلة له على نجسه وحرامه وقطعه الطرقات فقـد علمنـاه وسلمنـا لـك هـذا الأمـر بيـض اللـه وجهـك ومـا قصرت فيه فحبذا ما عملت ونعم ما فعلت في حقه من إعطائه جزاءه‏.‏

أفأهل بغداد كانوا حرامية قطاع طريق حتى فعلت بهم فعلت وقتلت منهم من التجار خاصة ثمانمائة نفس في المصادرة بالعقوبة والعذاب‏.‏

ففي أي مذهب يجوز هذا وهل يحل لمن يدعي الإسلام أن يعمل بخلق الله تعالى الذين أمر بالشفقة عليهم والإحسان إليهم ونشر العدل فيهم هذه الفعال وقد تعجبنا منك يا أمير تيمور إلى الغاية‏!‏ كيف تدعي أنك عادل وتعمل بأهل بغداد المسلمين الموحدين وبغيرهم من المسلمين هذه العمائل أما تعلم أن الشفقة على خلق الله تعظيـم لأمـر الله‏!‏ وأن الله رحيم يحب من عباده الرحماء وأن الظلم حرام في جميع الملل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ إن الله تعالى يقول‏:‏ يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا ‏"‏‏.‏

وقال عليه السلام‏:‏ ‏"‏ لا أحد أغير من الله من أجل ذلك حـرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ‏"‏‏.‏

وورد‏:‏ ‏"‏ إن فاتني ظلـم ظالـم فأنـا الظالـم ‏"‏ وحسـب الظالميـن رب العالمين الذي قـال فـي حقهـم ‏"‏ ألا لعنـة اللـه علـى الظالميـن ‏"‏ وقـال ‏"‏ إنـه لا يفلـح الظالمـون ‏"‏‏.‏

والباغـي لـه مصرع‏.‏

ولما جاء هولاكو ومنكوتمر وغازان وقصدوا ملوك الإسلـام خـدام الحرميـن الشريفيـن الذيـن كانـوا مـن جنسنـا كما ذكرنا لك أعلاه اتفق لهم ما اتفق مما هو مشروح في التواريخ ومعلوم عند الناس فمهما أخذه أولئك تأخذه إذا جئت‏.‏

وأما قولك في كتبك‏:‏ إنه إن لم نجهز إليك السلطان أحمد الحلايري مقيداً تجيء في أول فصل الربيع إذا نزلت الشمـس بـرج الحمـل أو لمـا تنـزل الميـزان وإن جهزنـاه إليـك مقيـداً تتأكـد المحبـة والصحبة بيننا وبينك فقد علمناه والذي نعرفك به هو أننا كنا نتوقع أنك تجيء قبل هذا الوقـت فقد أبطأت كثيراً وملوك الإسلام خدام الحرمين الشريفين الذين كانوا قبلنا ما تصالحوا مع مثل هولاكو وغيره إلا حتى تزاوروا وتقابلوا واجتمعوا ونحن أيضاً كذلك ما نصطلح إلا بعد أنت نتزاور ونتقابل ونجتمع‏.‏

وأنت طلبت أحمد الحلايري وها نحن واصلون إليك به نطلب منك أن تشفعنا فيه وتهبنا ذنبه الذي صدر منه وندخل عليك بسببـه ونسـأل إحسانـك أن تعين لنا موضعاً نلتقي معك فيه حتى نأتيك بأحمد الحلايري المذكور فيه ونشفع فيه عندك‏.‏

فعين لنا الموضع المذكور على حسب ما تختار‏:‏ إما من ذاك الجانب من الفرات أو من هذا الجانـب‏.‏

وأي موضـع عينتـه وسميتـه لنـا جئنـاك بالمشـار إليـه فيـه وندخـل عليـك في أمره ونستوهب ذنبه منك‏.‏

وأما ما ذكرته من أمر الرسول فقد علمناه‏.‏

والذي نعرفك بـه هـو أن الرسـول المذكـور كـان يكتـب المنـازل منزلـة منزلـة إلـى بلادنا المحروسة واطلع عليه في ذلك جماعة من جهتنا ولما وصل إلى الرحبة المحروسة قال للنائب بها‏:‏ بس الأرض للأمير تيمور واقرأ الخطبة باسمه‏.‏

فلو كان رسولاً مصلحاً ما كان كتب المنازل ولا أكثر فضوله وتحدث بما لا ينبغي له وتكلم فيمـا لا يعنيه وتعدى طوره‏:‏ لأنه لا ينبغي للرسول أن يكون إلا أعمى أخرس غزير العقل ثقيل الرأس كما قال بعضهم‏:‏ إذا قصدت الملـوك فالبـس مـن التقى والعفاف ملبس‏!‏ أدخـل إذا ما دخلت أعمى واخرج إذا ما خرجت أخرس‏!‏ وكيف يمكن نائبنا الذي هو من جملة مماليكنا وجبل لحمه ودمه على أنعمنا وصدقاتنا وغذي وربي بلبان فضلنا وجودنا ‏"‏ أن ‏"‏ يبوس الأرض لغيرنا أو يخطب باسم غيرنا وكيف يترك اسم خادم الحرمين الشريفين أستاذه ويذكر اسم غيره‏.‏

فقد تكررت منك الفعال القبيحة الموجبة لما يقدره الله تعالى ونحن نقسم بالله تعالى لولا قلت لنعير تعال حتى أعملك مقدم العساكر ونمشي على الشام ومصر وقربت مماليكنا وآويتهم وبدأ بهذا كله وحصل منك التعدي ما كان يتفق لرسلك ما اتفق‏.‏

ولكن الجزاء من جنس العمل والخير بالخير والبادي أكرم والشر بالشر والبادي أظلم‏.‏

وأيضاً كل وقت تسأل عن ممالكنا المصونة وكثرة عساكرنا المنصورة من قلتها‏.‏

فلو كنت طالباً المحبة والصحبة والمصادقة ما وقع منك هذا‏.‏

وأما قولك إن هولاكو أخذ من كل مائة رجل رجلين وجاء بهم وأنت قـد جئـت بالرجليـن وبالمائة واعتمادك على كثرة عسكرك على قولـك فقـد علمنـاه وإن كـان اعتمـادك علـى كثـرة عسكرك فاعتمادنا نحن على الله تعالى واستمدادنا من الحرمين الشريفين ومددنا ممن بهما من الأنبيـاء صلـوات اللـه وسلامـه عليهم أجمعين والصحابة والصالحين رضي الله عنهم‏.‏

فإذا تلاقينا يكون ما يقدره الله تعالى ويعطي الله النصر لمن يشاء وتعلم ذاك الوقت لمن العاقبة ويظهر فعل الرب القادر تعالى وعوائده الجميلة بنا التي لا شك عندنا فيها ولا ريب وقط ملوك التتار ما انتصروا على ملوك الإسلام بل ملوك الإسلام خدام الحرمين الشريفين هم المؤيدون المنصورون المظفرون بعون الله تعالى وببركة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم معودون من الله الكريم بالفضـل والإحسـان والغنائـم والفتوحـات‏:‏ لأنهـم أهل الكتاب والسنة والعدل والخير والخوف من الله تعالى لا يقعون في محارمه ولا يقدمون على ارتكاب ما ينهى عنه فهم المؤمنون المتقون‏.‏

وقال الله تعالى‏:‏ ‏"‏ وكـان حقـاً علينـا نصـر المؤمنيـن ‏"‏ وقـال تعالـى‏:‏ ‏"‏ إنـا لننصـر رسلنـا والذيـن آمنـوا ‏"‏ وقـال‏:‏ ‏"‏ والعاقبـة للتقوى ‏"‏ وقال تعالى‏:‏ ‏"‏ ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر إن الأرض يرثها عبادي وأمـا مـا ذكرتـه مـن أمـر قـرا يوسـف وبيـر حسن وغيرهما وأن في معاشهم زغلاً وأنهم مفسدون‏.‏

وجعلك لكل واحد منهم ذنباً وأنك أنت العادل الخير المفلح والناس كلهم مناحيس وأنـت الصالـح والله يعلم المفسد من المصلح فقد علمناه‏.‏

والذي نعرفك به هو أن النور لا يجتمع مع الظلام ولا اليقظة والمنام ولا الخير والشر في حيز واحد‏:‏ لأنها متضادة ليس بينها اتفاق ولا التئـام وفعـل المـرء دال علـى نيتـه وطويتـه قـال اللـه تعالـى‏:‏ ‏"‏ قـل كـل يعمـل علـى شاكلته ‏"‏ وقال‏:‏ ‏"‏ وما يستوي الأعمى والبصيـر ولا الظلمـات ولا النـور ولا الظـل ولا الحـرور ومـا يستـوي الأحيـاء ولا الأمـوات ‏"‏ وقـال‏:‏ ‏"‏ إن أكرمكم عند الله أتقاكم ‏"‏ وشتان ما بين أهل الخير والفساد وأهل العدل وأهل البغي والعناد فالخير هو المتقي ومن يرتكب ما حرم الله ويعتقد أنه على الحـق فهـو الشقي‏.‏

إذا المرء لم يعرف قبيح خطيته ولا الذنب منه مع عظيم بليته فذلك عين الجهل منه مع الخطا وسوف يرى عقباه عند منيته وليـس يجـازى المـرء إلا بفعله ومـا يرجـع الصياد إلا بنيته‏!‏ أما قولك إن نعير العرب أرسل بالخفية يطلب السلطان أحمد وأننا نرسم لنوابنا أن يحترزوا من توجهه إليه ولا يمكنوه من ذلك فإنه إن اتفق توجهه إليه يكن ذلك سبباً لخراب الديار فقـد علمنـاه‏.‏

والـذي نعرفـك به هو أننا نتحقق أن ما يحصل خراب الديار والدمار ومحو الآثار إلا لمن يسعـى ويتكلـم بخـراب الديـار ‏"‏ ولا يحيـق المكـر السـيء إلا بأهله ‏"‏‏.‏

وستعلم ديار من تخرب وعمر من يذهب وعلى من تكون دائرة السوء دائرة وسطوات المنايا قاهرة ‏"‏ وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ‏"‏ وها نحن واصلون بجيوش وجنود وعساكر مؤيدة من السباع أسبع لا تروى أسلحتهم من دماء البغاة ولا تشبع والجواب ما ترى لا ما تسمع‏:‏ قل للذي في الورى أضحى يعادينا‏:‏ احذر فأمرك رب العرش يكفينا‏!‏ ما زال يمنحنـا فضـلاً ويكلونـا وفي العدا بعظيم النصر يشفينا‏!‏ أقامنـا زحمةً للناس أجمعهم ولم يزل من جزيل الجود يعطينا‏!‏ بالعـز والنصـر والتأييـد عودنا وزادنا في مديد الأرض تمكينا‏!‏ وللجميل وفعل الخير وفقنا شكراً له ستره الأعلى يغطينا‏!‏ قد أسكن الرحمة الحسنى التي أمنت بها الأنام بأقصى ملكنا فينـا‏!‏ فكلما بالدعاء المرتضى نطقت لنا الرعايا أجاب الكون آمينا‏!‏ الله حافظنـا اللـه ناصرنـا مـن ذا يعاندنـا من ذا يقاوينا والله الموفق بفضله العميم والهادي إلى الصراط المستقيم بمنه وكرمـه وجـوده ونعمـه إن شـاء كتب في‏.‏

من جمادى الأولى سنة ست وتسعين وسبعمائة‏.‏

الحالة الثانية - حين عاد السلطان من الشأم إلى الديار المصرية وخرب هو دمشق وحرقها ثم انتقـل عنهـا وتـرددت رسلـه بطلـب أطلمـش‏:‏ أحـد أمرائـه الـذي كـان قد أسر في أيام السلطان الملك الظاهر برقوق‏.‏

وفـي هـذه الحالة كان يكتب له في قطع الثلثين والعنوان بقلم جليل الثلث بحل الذهب سطران مضمونهما ‏"‏ المقام الشريف العالي الكبيري العالمـي العادلـي المؤيـدي المظفـري الملجئـي الملـاذي الوالـدي القطبـي نصـرة الديـن ملجـأ القاصديـن ملـاذ العائذين قطب الإسلام والمسلمين دامت معدلته تيمور كوركان ‏"‏‏.‏

والبسملـة فـي أول الوصـل الرابـع والخطبـة جميعهـا بالذهب وكذلك البعدية وما يتعلق بالمكتوب إليه على عادة القانات والعلامة بجليل الثلث بحل الذهـب بالهامـش مـا صورتـه‏:‏ ‏"‏ المشتـاق فـرج بـن برقـوق ‏"‏ إلا أنـه اختلـف مكانهـا فـي المكاتبـات علـى مـا سيأتـي ذكـره‏.‏

إلا أن افتتاح المكاتبة إليه في هذه الحالة كان على ضربين بحسب ما اقتضاه الحال‏.‏

 الضرب الأول الافتتاح

بأما بعد وذلك عند أول عقد الصلح وهذه النسخة مكاتبةٍ إليه جواباً عما ورد منه بطلب أطلمش المذكور والتماس الصلح‏:‏ جهزت صحبة الأمير شهاب الدين أحمد بن غلبك والأمير قاني بيه صحبة رسوله خواجا مسعود الكججاني رسوله الوارد بكتابه في جمادى الأولى سنة خمس وثمانمائة‏.‏

وعلم له فيها في الهامش بين السطريـن الثانـي والثالـث بقلـم جليـل الثلـث بحـل الذهـب ‏"‏ المشتـاق فـرج بـن برقـوق ‏"‏ علـى ما تقدم ذكره والورق قطع الثلثين وهي‏:‏ أما بعد حمد الله الذي جعل الأرواح أجناداً مجندة ووصل أسباب الرشد والفلاح بمن افتتح بـاب الإصلـاح ولـم يخلـف موعده وكفل لمن توكل عليه في أموره النجاح يومه وغده‏.‏

والشهادة له بأنه الله القاهر فوق عباده بقدرته المؤيدة والصلاة والسلام على أشرف نبي طيب الله عنصره ومحتـده وأصلـح ببعـض نسلـه الشريـف بيـن فئتيـن عظيمتين بلغ كل منهما من الخير مقصده‏.‏

وعلى آله الطاهرين وذريته الظاهرين بالمصالح المرشدة وأصحابه الذين كانت غالب قضاياهم صلحاً بيـن النـاس ورسلهم بالاتفاق مرددة ومن عدم الشقاق غير مترددة صلاةً وسلاماً نصل بهما حبل البنوة بالأبوة المتجددة ونخمد بهما نار الحرب المتوقدة‏.‏

فقـد أصدرنـا هـذه المفاوضة إلى المقام الشريف العالي الكبيري العالمي العادلي المؤيدي المظفري الملجئي الملاذي الوالدي القطبي نصـرة الديـن ملجـأ القاصديـن ملـاذ العائذيـن قطـب الإسلـام والمسلميـن تيموركوركـان دامـت ولا تتناهى غاياته وتبدي لشريف علمه أن مفاوضته العالية التي وردت أولاً وآخراً تضمنت رموزها باطناً وظاهراً تجهيز الأمير أطلمش لـزم المقـام الشريـف إلـى حضرتـه العلية‏:‏ لتنحسم مادة الحركات وتسكن القلوب والخواطر في سائر الجهات وتتحد المملكتان في الصداقة والوفاء والمحبة والصفاء على الصورة التي شرحها وبين مناهجها ووضحها خصوصاً ما أشار إليه من أن لجواب الكتـاب حقـاً لا يضيـع فوقفناعليهـا وقوف إجلال وفهمنا ما تضمنته على التفصيل والإجمال‏.‏

والذي نبديه إلى علومه الشريفة أن سبب تأخير أطلمش أنه قدم المقام الشريف إلى حدود الممالك الشامية وتوجهنا مـن الديـار المصريـة عـرض لنـا مـا أوجـب العـود إليهـا سريعـاً وكـان الحزم فيما فعلناه بمشيئة الله تعالى‏.‏

ثم تحققنا من المفاوضة الواردة على يد سودون وسودون والنمر والحاج بيسق أحد أمراء أخورية قسمة بالله الطالب الغالب المدرك المهلك الحي الذي لا ينام ولا يموت أنه إن جهز إليه أطلمش المشار إليه رجع المقام الشريف إلى بلاده وأنه متوقع حضـوره إليـه بقـارة أو سلميـة أو حمـص أو حمـاة‏.‏

فأخذنـا فـي تجهيـزه إلـى حضرته الشريفة على أجمل ما يكون‏.‏

فبينـا نحـن علـى ذلك إذ وردت علينا الأخبار بما اتفق لدمشق وأهلها‏:‏ من أنواع العذاب وتخريب قلعتهـا وديارهـا وإحـراق جامعهـا الـذي هـو الجامـع الفـرد فـي الممالـك الإسلاميـة وغيره من المساجد والمدارس والمعاهد والعابد‏.‏

فلما تواترت هذه الأخبار وتحققت هذه المضار لمحنـا من عدم ترحلكم عن دمشق وهي عامرة نقض ما تقرر وعدم التفاتكم إلى الأمير أطلمش المذكور وتجهيزه‏.‏

فلما وردت مفاوضته الشريفة المجهزة إلى صاحب ماردين أرسلها إلينا وهي الواصلـة علـى يـد المجلـس السامي الشيخي الكبيري العالمي الناسكي الحسيبي النسيبي الشرفي عبد المؤمن شيخ الجبال ابن ولي الله إمام العارفين عبد القادر الكيلاني أعاد الله تعالى من بركاته والصدر الأجل فخر الدين التاجر السفـار المؤرخـة بثانـي عشـر ذي القعـدة الحرام من سنة أربع وثمانمائة المتضمنة وصول المقام الشريف إلى أرزنكان وكماخ قاصداً للبلاد الرومية والقصد فيها تجهيز الأميـر أطلمـش وأن يفتـح بـاب المصالحـة ويسلـك طريـق المصادقـة رعايةً لصلاح المملكتين ونظراً إلى إصلاح ذات البين وأنه لا مطمع في صحة المودة وإرسـال أطلمش صحبة شخص من مقربي حضرتنا الشريفة‏:‏ لينظر ما يصدر بعد وصولهما من تمهيد قواعـد المجاملـة وتشييـد مبانـي المحبـة‏.‏

وأن المقـام الشريـف - زيدت عظمته - أقسم بالله الذي هو في السماء إله وفي الأرض إلهٌ أن يكون في هذه الحياة محباً لمن يحبنا مبغضاً لمن يبغضنا وأنا نتلفظ بحضور الأمير أطلمش كما تلفظتم‏.‏

فعند ذلك اجتمعنا مع مولانا أمير المؤمنين المتوكل علـى اللـه أدام اللـه تعالـى أيامـه والشيـخ الإمـام الفـرد شيـخ الإسلـام سـراج الملـة والديـن عمـر البلقيني - أعاد الله تعالى من بركته - وقضاة القضاة ومشايخ العلم والصلاح وأركان الدولة الشريفـة وقرئـت المفاوضـة بحضورهـم‏.‏

فلمـا سمعـوا مـا تضمنتـه مـن عظيم القسم والحلف ببـاريء النسـم وعلموا أن جل القصد فيها تطلع المقام الشريف إلى تجهيز الأمير أطلمش المذكور فاجتمعت الآراء على إرساله إلى حضرته الشريفة صحبة من اقتضته الآراء الشريفـة‏.‏

ثـم وردت بعـد ذلـك المفاوضـة مـن المقـام الشريـف - زيـدت عظمته - على يد شخص من أهل أزمير - مؤرخة بثاني عشر شهر صفر المبارك سنة تاريخه متضمنة ما حصل من النصر على ابن عثمان والظفر به والاستيلاء على غالب قلاعه‏.‏

وزبدة الكلام فيها الإسراع بتجهيز أطلمش المذكور ليجتمع شمله بأولاده بالحضرة الشريفة‏.‏

ثم بعد ذلك وردت علينا مفاوضةٌ شريفةٌ على يـد المجلـس السامـي الشيخـي الكبيـري الأوحـدي العارفـي السالكـي المقربـي مسعـود الكججاني رسول المقام الشريف وصحبته المجلس السامي الشيخي الكبيري العالمي العاملي الأمامي القدوي الشمسي شيخ القـراء إمـام أئمـة الكبـراء محمـد بـن الجـزري أدام اللـه النفع به‏.‏

مؤرخة بغرة ربيع الأول سنة تاريخه متضمنة معنى الكتابيـن المجهزيـن مـن مارديـن وأزمير‏.‏

وجل القصد فيها تجهيز الأمير أطلمش لتحصل طمأنينة قلوب العالمين وإخماد باب الفتـن وأن العمدة على المشافهة التي تحملها الخواجا نظام الدين مسعود المشار إليه وأن قوله قول المقام الشريـف‏.‏

ومهمـا عقـد الصلـح عليـه والتـزم بـه كـان مـن رأي المقـام الشريـف وشـوره لا يخرج عنه ولا يميل إلى غيره بقول ولا فعل‏.‏

فلما أحضرناه وأصغينا إلى ما تحمله من المشافهة فإذا هي مشتملةٌ على خالص المحبة وأن يكون المقام الشريف والدنا عوضاً عمن قدس الله تربه وأن نجهز الأمير أطلمش إليه وتكون عمدتنا بعد الله عز وجل عليه فقابلنا ذلك بالقبول والاستبشار ومحونا آية ليل الجفاء وأثبتنا آية نهار الوفاء في الإعلان والإسرار وقبلنـا أبوتـه الكريمة على مـدى الأزمـان وتوالـي الأعصـار وشاهـد الخواجـا مسعـود حـال أطلمـش وعلـم اهتمامنا بتجهيزه قبل وصوله بمدةٍ اعتماداً على ألبته السابقة ووثوقاً بما صرح به من الاتحاد والمصادقة وعقدنا الصلح مع الشيخ نظام الدين مسعود المذكور بطريـق الوكالـة الشرعيـة عـن المقام الشريف وحلفنا نظير ما حلف عليه بموافقة مولانا أمير المؤمنين - أدام الله أيامه - على ذلك بمحضر من شيخ الإسلام وقضاة القضاة ومشايخ العلم والصلـاح وأركـان الدولـة الكبـار مع حضور الأمير أطلمش لزم المقام الشريف وشهادة من يضع خطه على نسخ الصلح التي كتبت وجهزنا منها نسختين مثبوتتين إلى حضرته الشريفة قرين هذا الجواب الشريف لتحيط العلـوم الشريفـة بمضمونهـا وبأحدهمـا خطنـا الشريـف لتخلـد بخزانتـه الشريفـة والأخـرى يشملهـا بخطه الشريف وتعاد إلينا صحبة رسولنا‏:‏ المجلس العالي الأميري الكبيري المجاهدي المؤيدي المقربي الأعزي الأخصي الأصيلي الشهابي أحمد بن أغلبك الناصـري مقربنـا ومقـرب والدنـا الشهيد - أدام الله تعالى نعمته - وجهزنا صحبته المجلس السامي الأمير الأجل الكبير المقرب المرتضى الأخص الأكمل سيف الدين قاني باي الخاصكي الناصري أدام الله سعادته المتوجهين بهذا الجواب الشريف المجهزيـن صحبـة الأميـر أطلمـش وبقيـة قصـاد المقـام الشريـف ورسله‏.‏

ومما نبديه لعلومه الشريفة أنه مما تضمنه المخلص الشريف المجهز عطف الكتاب الواصل على يد الشيخ مسعود الكججاني مضاعفة الوصية بأولاد الشيخ شمس الدين الجزري ورعاية أحوالهم وتعلقاتهم‏.‏

وقد قابلنا ذلك بالإقبال والقبول وقررنا لهم بالأبواب الشريفة‏.‏

ونحن بشهادة الله - وكفى به شهيداً - قد أخلصنا النية للمقام الشريف وعاهدنا الله عز وجل في التعاضد والتناصر والاجتهاد في عمل المصالح للعباد والبلاد وعدم التقاصر والعمل بما فيه بياض الوجه عند الله في الدنيا والآخرة وإجراء الأمور على السداد‏.‏

بتوفيق الله عز وجل وطلباً لرحمته الباطنة والظاهرة‏.‏

ثم استقبل لسان الحال ينشدنا‏:‏ يا أول الصفو هذا آخر الكدر والمستند حسب المرسوم الشريف‏.‏